النقاشات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي تحظى باهتمام واسع في دبي، حيث قدمت الشركات التكنولوجية الكبرى والشركات الناشئة تطبيقات مبتكرة عبر مجموعة متنوعة من الصناعات

 

تجسدت رياح التغيير التي يقودها الذكاء الاصطناعي، والتي تعيد تشكيل المجتمعات والصناعات والاقتصادات الرقمية على مستوى العالم، بشكل كامل خلال فعاليات اليوم الثاني من معرض “عالم الذكاء الاصطناعي 2025”. حيث أتاح المعرض للزوار تجربة حصرية لأحدث التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي، التي تم ابتكارها على يد أبرز المبدعين العالميين في هذا المجال.

 

ويُعد “عالم الذكاء الاصطناعي 2025″، الحدث الأبرز عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي، وتقام فعالياته بتنظيم من مركز دبي التجاري العالمي بالتعاون مع جيتكس جلوبال على مدار ثلاثة أيام، من 4 ولغاية 6 فبراير بين أبوظبي ودبي. ويستقطب أبرز الجهات الفاعلة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يفتح آفاق الحوار والنقاش أمام المشاركين لاستكشاف التأثير العالمي لهذه التقنية، ويعزز التعاون العابر للقارات فاتحاً آفاقاً جديدة لابتكارات الذكاء الاصطناعي.

 

وبعد يوم أول حافل شهدته العاصمة أبوظبي، حظيت فيها قمة “عالم الذكاء الاصطناعي” بإشادة واسعة وناقشت أحدث تطورات الذكاء الاصطناعي بمشاركة نخبة من القادة العالميين والخبراء وصناع السياسات. شهد اليوم الثاني انطلاقة المعرض المنتظر من مركز دبي للمعارض في مدينة إكسبو، بمشاركة رواد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وقادة الأعمال، الذين استعرضوا أحدث الحلول والمشاريع وحالات الاستخدام المبتكرة، مما يعكس الاستجابة المتسارعة للطلب العالمي المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.

 

وتحت شعار “موجة التغيير الكبرى: الذكاء الاصطناعي في كل شيء”، يشكّل الحدث منصة لأكثر من 500 عارض يستعرضون أحدث الابتكارات الثورية في البحث والتطوير وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، التي تدفع عجلة التحول في الاقتصادات الرقمية.

 

إزاحة الستار عن الجيل القادم من الابتكارات الثورية في الذكاء الاصطناعي

 

من أبرز الشركات العالمية التي شاركت في المعرض كان “مجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة”، وهو كيان حكومي في أبوظبي يختص بصياغة أبحاث وتطوير التكنولوجيا المتطورة. إلى جانب النماذج الأولية للتنقل الذاتي التي لاقت إعجاب الخبراء، قدم المجلس رؤية مبتكرة لمستقبل الروبوتات الزراعية عبر عرض طائرة بدون طيار ذاتية التشغيل عالية القدرة، صُممت لتسهيل عملية زراعة غابات القرم. تشمل مهام الطائرة رسم خرائط للطائرات بدون طيار، مراقبة صحة النظام البيئي لأشجار القرم باستخدام تقنيات الاستشعار عن بُعد، وتعزيز نمو واستدامة قطاع التكنولوجيا الزراعية.

 

كما كان مركز تكنولوجيا السيارات في غاليسيا (CTAG) من الرواد في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث لفت انتباه الزوار بالكشف عن واحدة من أكثر المركبات الذكية تقدماً في العالم. صُممت هذه المركبة المكوكية لتفتح آفاقاً جديدة في التنقل الذاتي، مما يسهم في قيادة النقل المستدام والتحول الرقمي وإزالة الكربون في المدن الذكية المستقبلية، وهي تمثل أيضاً حلاً مبتكراً لاحتياجات الحاضر. ووفقاً للمركز، تحظى المركبة باهتمام كبير من المستثمرين المحتملين على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث تم إطلاق 12 مركبة تجريبية في إسبانيا والبرتغال، مع خطط لإطلاق ست مركبات أخرى في عام 2025.

 

في الوقت نفسه، أظهرت بعض الشركات الصغيرة والمتوسطة الرائدة في أوروبا تقدماً ملحوظاً في مجال ابتكارات الذكاء الاصطناعي. من بين هذه الشركات، برزت شركة “نيبيوس للذكاء الاصطناعي” الهولندية، التي تتخصص في بناء البنية التحتية المتكاملة لدعم النمو المتسارع لصناعة الذكاء الاصطناعي العالمية. كما كان لشركة “إفيدين” الفرنسية، الرائدة في مجال الحوسبة السحابية والبيانات والحوسبة المتقدمة، دور بارز في مساعدة عملائها على بناء مستقبلهم الرقمي. تقدم “إفيدين” حلولاً مبتكرة تشمل الحوسبة عالية الأداء والذكاء الاصطناعي المؤسسي، مما يدعم الانتشار الواسع للذكاء الاصطناعي في جميع المجالات.

 

 

 

أسرع الشركات الناشئة نمواً في العالم تتألق على أكبر مسرح لصناعة الذكاء الاصطناعي

 

فيما استمر معرض “عالم الذكاء الاصطناعي 2025” في جذب حشود ضخمة لليوم الثاني على التوالي، كان يوم الأربعاء ذو أهمية خاصة لعدة أسباب، أبرزها ظهور أسرع الشركات الناشئة نمواً في العالم. حيث اجتذبت شركات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الكبرى، الأكثر شهرة ورمزية، أعداداً ضخمة من الزوار في أكبر تجمع عالمي للذكاء الاصطناعي بين القطاعين العام والخاص لهذا العام، جنباً إلى جنب مع الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي المتخصص.

 

مع مشاركة أكثر من 250 شركة دولية ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، 70% منها حاصلة على جوائز معترف بها، شكل الحدث منصة مثالية لتسليط الضوء على هذه الشركات الناشئة ذات التصنيف الأعلى، مما جعلها تتألق على الساحة العالمية

 

حظيت شركة “بوستر روبوتيكس” الصينية بإشادة كبيرة وإعجاب واسع في أول تواجد لها في الإمارات العربية المتحدة. منذ تأسيسها في عام 2023، شهدت الشركة المصنعة للروبوتات البشرية المتقدمة نمواً هائلًا، حيث ابتكرت الروبوت “بوستر تي وان” (Booster T1)، الذي جذب اهتماماً دولياً بعد أن تم تتويجه كـ “أسرع روبوت يمشي بحرية” في عام 2024.

 

وفي هذا السياق، قال تشاوي لي، رئيس العولمة في شركة “بوستر روبوتيكس”: “الروبوتات الشبيهة بالإنسان ستكون جزءاً من حياتنا اليومية في المستقبل وهذه هي رؤيتنا وطموحنا. نهدف إلى جعل الروبوتات الشبيهة بالإنسان موثوقة وبأسعار معقولة وفائدة مماثلة لأجهزة الكمبيوتر المحمولة اليوم”.

 

وأضاف لي: “الروبوتات قادرة على مساعدتنا في مختلف الأماكن، وتحمل المسؤولية عن العديد من المهام المملة والمرهقة والمتكررة والخطيرة، مما يتيح للناس أن يكونوا أكثر إنسانية بدلاً من أن يتحولوا إلى روبوتات. لهذا السبب، نحن نتعاون بشكل نشط مع مطوري الذكاء الاصطناعي لنشر الروبوتات متعددة الوظائف في كافة السيناريوهات حول العالم”.

 

كما حظيت شركة “توينستي” (Twinsity)، وهي شركة ناشئة ألمانية مدعومة من مجلس الابتكار الأوروبي، أكبر مستثمر في التكنولوجيا العميقة في أوروبا، باهتمام واسع من خلال كشفها عن منصة “توينسبكت”، منصة التوأمة الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتي تعتمد على تحويل بيانات الطائرات بدون طيار إلى عمليات تفتيش دقيقة وفعالة للبنية التحتية. وقد حصلت الشركة بالفعل على منحة بقيمة 2.5 مليون يورو من مجلس الابتكار الأوروبي لتسريع ابتكارات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى جمعها 3 ملايين يورو في تمويل رأس المال الاستثماري في مرحلة مبكرة.

 

وإلى جانب ذلك، تألقت الشركة النيجيرية “ساس برو الصحية” (SaaSPro Health)، التي تعمل على تحويل الرعاية الصحية وإعادة تعريف كيفية جمع البيانات الطبية وتحليلها ودمجها باستخدام تقنيات التعرف على الكلام في الوقت الفعلي. بالإضافة إلى شركة “ليتس سكان – سويغما” (Let’s Scan – SWYGMA) الفرنسية، التي تساعد الآباء في فهم احتياجات أطفالهم من خلال مترجم الأطفال الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، والذي يفك رموز أنماط البكاء.

 

رؤى متميزة من أبرز الخبراء العالميين في مجال الذكاء الاصطناعي

 

وضمن فعاليات اليوم الثاني، استقبلت منصة قادة الذكاء الاصطناعي الجمهور لحضور مناقشات أبرز الخبراء العالميين في عالم الذكاء الاصطناعي. حيث تم تقديم رؤى جوهرية بشأن الاتجاهات المستقبلية للتطورات ودمج الذكاء الاصطناعي ضمن مختلف الصناعات مثل الطاقة والتعليم والتمويل والرعاية الصحية والاتصالات والاقتصاد الإبداعي. كما توقع المشاركون تسارع ظهور وكلاء الذكاء الاصطناعي في عام 2025.

 

لم تقتصر مهام وكلاء الذكاء الاصطناعي على أتمتة العمليات فحسب، بل شملت أيضاً جمع وتلخيص المعلومات، مما يمثل تحولاً جذرياً في تحسين الإنتاجية وكفاءة الأعمال. بل ذهب بعض الخبراء إلى أبعد من ذلك، مشيرين إلى أن النظام متعدد الوكلاء سينمو بسرعة، مع تفاعل الوكلاء فيما بينهم لتحقيق نتائج محددة. وتوقعت شركة “جارتنر” أن يكون لوكلاء الذكاء الاصطناعي دوراً حاسماً في اتخاذ 15٪ من القرارات بحلول عام 2028.

 

وتحدث شكري عيد، المدير العام في منطقة الخليج والمشرق العربي وباكستان لدى آي بي إم الإمارات العربية المتحدة: “لن نحقق تقدماً حقيقياً في الإنتاجية إلا من خلال زيادة الأتمتة. وكلاء الذكاء الاصطناعي يغيرون قواعد اللعبة، لأنهم يركزون على النتيجة. فبإمكانهم تخطيط خطوات متعددة والتفاعل مع أنظمة متنوعة من خلال اتخاذ قرارات مستقلة. التحول الحقيقي في الإنتاجية يحدث عندما ننسق بين قدرات وأنماط مرونة مختلفة، مع دمج وكلاء الذكاء الاصطناعي في نسيج المؤسسة.”

 

وأشاد توماس براموتيدهام، الرئيس التنفيذي لشركة “بريسايت” التابعة لمجموعة “جي 42″، بتطور الذكاء الاصطناعي والأتمتة، قائلاً: “سيساعدنا الذكاء الاصطناعي في تحسين سير العمل، مثل تشكيل شبكات الطاقة الصغيرة وإدارة حركة المرور. سنشهد تحسناً في الإدارة المحلية، وتقليل بصمتنا الكربونية، مع قدرة جديدة على السيطرة على مستويات لا يمكننا التحكم فيها بمفردنا. ومع ذلك، ستتراكم التغييرات الصغيرة وتترجم إلى تغيير إيجابي مع ازدياد الاعتماد على المساعدة الذاتية.”

 

يختتم معرض “عالم الذكاء الاصطناعي 2025” فعالياته يوم الخميس بمجموعة من الأنشطة والفعاليات المميزة في اليوم الختامي في مركز دبي للمعارض.

 

لمزيد من المعلومات، يُرجى زيارة الموقع الإلكتروني: aieverythingglobal.com.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى