الملتقى الدولي للاستمطار يركز على أحدث الابتكارات في أنظمة الطائرات بدون طيار ومواد تلقيح السحب وتعزيز مشاركة الشباب في أبحاث الاستمطار

نبض الحدث ـ أحمد بن عبدالقادر

تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، يواصل الملتقى الدولي للاستمطار بنسخته السابعة، الذي ينظمه المركز الوطني للأرصاد، من خلال برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، أعماله في أبوظبي حيث شهد اليوم الثاني من الحدث العالمي نقاشات مثمرة تناولت أحدث التطورات العلمية والتكنولوجية في مجالات تعديل الطقس والاستمطار وأبحاث الأمن المائي، فضلاً عن التأكيد على أهمية إشراك الشباب في تشكيل مستقبل الأبحاث العلمية في مجال الاستمطار.

وواصل الملتقى الزخم الكبير الذي شهدته جلسات اليوم الأول، حيث بدأت أعمال اليوم الثاني بجلسة حوارية بعنوان “التطورات في أنظمة الطائرات بدون طيار المستقلة وأهميتها لتطبيقات تعديل الطقس”، والتي تناولت أحدث التطورات التقنية في أنظمة الطائرات بدون طيار ودورها في تحسين عمليات الاستمطار وذلك بمشاركة كل من الدكتور شوقي قاسمي المسؤول الرئيسي للابتكار في معهد الابتكار التكنولوجي الذي ألقى الكلمة الافتتاحية للجلسة، ويان هينيبرجر، قائد المجموعة البحثية في المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ، وفاسيلي إستراتي، باحث في شركة التدخلات النشطة في الغلاف الجوي، وورولوف بورغر، الأستاذ في جامعة الشمال الغربي، وديون تيربلانش، العضو في لجنة التوجيه الاستراتيجي لبرنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار الذي أدار الجلسة.

وناقشت الجلسة العديد من المواضيع من بينها التحديات المرتبطة بالجاهزية التكنولوجية، والقيود التنظيمية والتشغيلية المحلية، والاعتبارات التقنية والاقتصادية، بالإضافة إلى مدى إمكانية اتخاذ القرارات المستقلة في الوقت الحقيقي لتطبيقات تعديل الطقس.

كما تضمنت الجلسة تقديم سلسلة من العروض التقديمية الفنية من قبل المتحدثين المشاركين حيث قدم ويان هينيبرجر عرضاً تقديمياً بعنوان “رؤى حول استخدام مواد تحفز تكوين البلورات الثلجية لتلقيح السحب الطبقية المنخفضة عن طريق الطائرات بدون طيار – مشروع كلاودلاب”، فيما تناول العرض الثاني من تقديم فاسيلي إستراتي “استخدام الطائرات بدون طيار ذات الأجنحة الثابتة لتحسين عمليات تلقيح السحب: ابتكارات في إدارة الطقس. أما العرض الثالث من تقديم رولوف بورغر فحمل العنوان “تقييم دور الأنظمة الجوية غير المأهولة في تعزيز عمليات تلقيح السحب: التصميم والتطبيق على تيارات الحمل الحراري الصيفي في دولة الإمارات.”

أما الجلسة الثالثة بعنوان “الفرص والتحديات لتصميم وتطوير واختبار مواد جديدة لتلقيح السحب”، فقد سلطت الضوء على الاهتمام المتزايد بتطوير مواد جديدة لتلقيح السحب سواء كانت مواد جليدية أو مواد استرطابية – من خلال الاستفادة من أحدث ما توصلت إليه علوم المواد وتصنيع الجسيمات لتنفيذ عمليات تلقيح السحب.

وقد شهدت الجلسة التي أدارها محمد محمود، الرئيس التنفيذي ومؤسس مبادرة المناخ والمياه، مشاركة كل من جيمس سويني، رئيس شركة تعديل الطقس الدولية الذي ألقى الكلمة الافتتاحية، وميلوسلاف بيلوريد، باحث أول في قسم أبحاث التلاقي للأرصاد الجوية في المعهد الوطني لعلوم الأرصاد الجوية، وليندا زو، الحاصلة على منحة الدورة الأولى من برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار وأستاذة في جامعة خليفة، وأوتمار مولر، نائب مدير معهد الأرصاد الجوية وأبحاث المناخ في معهد كارلسروه للتكنولوجيا، وويل كانتريل، الحاصل على منحة الدورة الخامسة من برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار والعميد المساعد للتعليم العالي وعميد كلية الدراسات العليا في جامعة ميشيغان التكنولوجية.

ومن أبرز المواضيع التي تم تناولها خلال الجلسة الاعتبارات الاجتماعية والاقتصادية واللوجستية والتنظيمية وغيرها من العوامل المتعلقة بالانتقال من بيئة المختبر إلى البيئة التشغيلية، إضافة إلى استعراض دراسات الحالة وتحديد المجالات ذات الأولوية من أجل تسريع وتيرة تطوير مواد جديدة لتلقيح السحب واختبارها.

كما قدم الخبراء المشاركون في الجلسة عدداً من العروض التقديمية، حيث تناول العرض التقديمي الأول من تقديم ميلوسلاف بيلوريد تحليل مواد تلقيح السحب بواسطة مختبر غرفة الفيزياء السحابية التجريبية في كوريا وتطبيقه على نموذج أبحاث الطقس والتنبؤ به والقائم على نظام الطيف الثنائي لتقييم فعالية تعديل الطقس”، فيما ناقش العرض الثاني من تقديم ليندا زو “مواد تلقيح السحب المبتكرة: التفاعل بين علوم المواد وفيزياء السحب”. أما العرض الثالث من تقديم أوتمار مولر فتناول تطوير وتنفيذ وتشغيل غرف محاكاة السحب الجديدة لتجارب تشكيل البلورات الثلجية باستخدام المواد المتوفرة في الطبيعة والمصنعة.

واختتمت أعمال اليوم الثاني بعروض مرئية لعدد من الطلاب والعلماء المبتدئين المشاركين في مشاريع برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار أو يقومون بتنفيذ أبحاث علمية لتقديم أعمالهم البحثية في مجال تعزيز هطول الأمطار. وضمت الجلسة مشاركين من مراكز البحوث المحلية والدولية ومؤسسات التعليم العالي والمبادرات البحثية، حيث وفرت منصة للباحثين والمبتكرين الجدد لمناقشة أحدث التطورات والمستجدات في مجال الاستمطار، وذلك من منطلق التزام برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار بدعم وتمكين الجيل القادم من المبتكرين والعلماء للمشاركة بفاعلية في تشكيل مستقبل أبحاث علوم الاستمطار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى