الأسواق العالمية بين زخم الذكاء الاصطناعي وضبابية الفيدرالي: استقرار الأسهم، أداء قوي للدولار، وتذبذب السلع

فيجاي فاليشا – الرئيس التنفيذي للاستثمار في “سنشري فاينانشال”
الأسهم الأمريكية
استقرت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية يوم الخميس، بعد جلستين متتاليتين من التراجعات مع تباطؤ الزخم الناتج عن موجة الصعود المدفوعة بالذكاء الاصطناعي. ورغم ذلك، تمكن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 من تحقيق مكاسب بنسبة 2.8% منذ بداية سبتمبر، مخالفاً النمط التاريخي الذي يسجل في المتوسط تراجعاً بـ 1.1% في سبتمبر منذ عام 1928. كما أن مؤشري ستاندرد آند بورز 500 وناسداك يعيشان أفضل أداء لهما في سبتمبر منذ عام 2013.
دخل مؤشر القوة النسبية لستاندرد آند بورز 500 منطقة التشبع الشرائي للمرة الرابعة منذ قاع أبريل، لكن الحالات الثلاث السابقة لم تسفر إلا عن تراجعات طفيفة. مدى أي هبوط إضافي الآن يعتمد على استعداد المستثمرين للشراء عند الانخفاض المقبل، ومدى قوة الارتداد اللاحق. ولا يزال موضوع الذكاء الاصطناعي يجذب اهتمام المتعاملين، مع تزايد التدفقات على شركات مثل إنفيديا وعلي بابا. وتتجه الأنظار اليوم إلى بيانات طلبات إعانة البطالة الأولية، والطلبيات المعمرة، ومبيعات المنازل القائمة.
يتم تداول المؤشر حالياً بانخفاض 0.06% عند 6,637 نقطة، مختبراً المتوسط المتحرك البسيط لـ 9 أيام. أي تراجع إضافي قد يقود إلى اختبار قاع الأسبوع الماضي قرب 6,550 نقطة، والمتطابق تقريباً مع المتوسط المتحرك لـ 21 يوماً. أما أي ارتداد صاعد فقد يدفع المؤشر إلى 6,692 نقطة.
مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)
ارتفع مؤشر الدولار أمس بنسبة 0.64%، ويتداول حالياً مستقراً عند 97.801. تتركز الأنظار على بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني اليوم، وبيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (Core PCE) غداً، وهو المقياس المفضل للفيدرالي لتضخم الأسعار.
قد تعزز بيانات قوية للناتج صورة صمود الاقتصاد الأمريكي، وتدفع عوائد السندات للصعود، ما يدعم الدولار ويقلل من احتمالات خفض الفائدة بقوة.
أما أي مفاجأة سلبية فقد تعيد الرهانات على التيسير النقدي، ضاغطةً على العوائد والدولار.
تصريحات باول المتحفظة أبرزت حساسية الفيدرالي في الموازنة بين التضخم المرتفع وضعف سوق العمل. الأسواق حالياً تسعّر باحتمال 92% لخفض الفائدة في أكتوبر.
فنياً، يظل المؤشر متماسكاً فوق متوسطاته المتحركة القصيرة، حيث يشكل المتوسط المتحرك لـ 9 أيام (97.341) و21 يوماً (97.631) مستويات دعم فورية. وعلى الجانب الصاعد، يحد المتوسط المتحرك لـ 50 يوماً (98.006) المكاسب قصيرة الأجل، بينما يمثل المتوسط لـ 100 يوم (98.380) المقاومة التالية.
بالنسبة لزوج اليورو/الدولار، يتداول قرب 1.1745. الإغلاق اليومي أمس شكّل نموذج نجمة المساء العاكس للاتجاه، ما يشير إلى ضعف الزخم الصاعد. لكن تأكيد الهبوط يتطلب كسر الدعم عند 1.1723، وهو مستوى حافظ على تماسكه منذ 15 سبتمبر. كسره يفتح الطريق نحو المتوسط المتحرك لـ 50 يوماً عند 1.1678. أما المقاومة الفورية فتتمثل في المتوسط المتحرك لـ 9 أيام عند 1.1783، تليها قمة الأسبوع عند 1.1812، والتي قد تبطل التوجه السلبي إذا جرى اختراقها.
النفط الخام
ارتفعت أسعار النفط بنسبة 1.80% يوم الأربعاء، مدعومة بتصريحات الرئيس الأمريكي ترامب حول احتمالية إسقاط طائرات روسية تخترق أجواء الناتو، إضافة إلى تراجع مفاجئ في المخزونات الأمريكية الأسبوعية، ما أشعل موجة صعود. غير أن الأسعار تراجعت لاحقاً مع عمليات جني الأرباح، حيث يتداول خام غرب تكساس الوسيط عند 64.99 دولار (-0.27%) بعد بلوغ أعلى مستوى في سبعة أسابيع.
ورغم عناوين الأخبار الجيوسياسية، بقي تأثيرها على السوق محدوداً في 2025، إذ لم تتحول بعد إلى تعطل فعلي في الإمدادات. لا تزال أساسيات العرض والطلب هي المحرك الرئيسي، ومع وفرة المخزونات وصمود نمو المعروض، تميل كفة المخاطر إلى الهبوط ما لم تحدث صدمات كبيرة.
فنياً، يحافظ الخام على تداولاته فوق المتوسط المتحرك لـ 9 أيام عند 63.95 دولار، يليه دعم محوري عند 62.01 دولار. أما المقاومة فتتمثل عند 65.43 ثم 66.05 دولار. وبالنسبة لخام برنت، فيتداول عند 68.29 دولار (-0.13%)، مع دعم عند المتوسط المتحرك لـ 9 أيام (67.35 دولار) ومقاومة عند 69.42 دولار المتطابقة مع خط الاتجاه الصاعد.
الذهب
ارتفع الذهب اليوم بنسبة 0.30% إلى 3,746 دولار بعد تراجعه في جلسة الأمس، فيما يواصل المستثمرون تقييم مسار السياسة النقدية للفيدرالي. أقرّ باول بأن التضخم لا يزال مثيراً للقلق رغم إشارات التباطؤ في سوق العمل. التصريحات المتباينة من مسؤولي الفيدرالي تزيد حالة الضبابية حول توقيت وسرعة خفض الفائدة. كما ساهم الارتفاع المفاجئ في مبيعات المنازل الجديدة بالولايات المتحدة في تخفيف مخاوف التباطؤ الاقتصادي، ما قد يؤجل خفض الفائدة.
ورغم هذه الشكوك، يظهر الذهب قوة نسبية ويتفوق على أداء الأسهم الأمريكية، مؤكداً دوره كملاذ آمن في أوقات الاضطراب النقدي والجيوسياسي. المخاوف المتعلقة بالمالية العامة الأمريكية، إلى جانب تصاعد التوترات الدولية مثل تحذيرات الناتو لروسيا وموقف ترامب الصارم من أوكرانيا، عززت الإقبال على المعدن النفيس.
كما أن جهود الصين لتقليص الاعتماد على الدولار الأمريكي، عبر تحويل شنغهاي إلى مركز رئيسي لتخزين الذهب، تشير إلى تحولات طويلة الأجل قد تعزز الطلب على الذهب مستقبلاً.