قرب تقني بُعد إنساني

بقلم : مرفت محمود طيب
تتسارع خطوات التكنولوجيا لتصبح الأجهزة الإلكترونية جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية.
ومع كثرة استخدامها في العمل والترفيه وحتى التواصل، بدأ أثرها ينعكس على طبيعة علاقاتنا الاجتماعية بشكل غير متوقع، حتى بات القرب التقني سببًا في بعدٍ إنساني.
الاعتماد المستمر على الهواتف الذكية والأجهزة الرقمية غيّر شكل العلاقات. تجمعات الأصدقاء لم تعد كما كانت، وصار التفاعل بين أفراد الأسرة يفتقد الدفء والانتباه، بعدما أصبح الانشغال بالشاشات عادة يومية.
يؤثر هذا التعلق المفرط بالأجهزة على جودة التواصل؛ فتضعف مهارات الحوار، وتغيب تفاصيل التفاعل الحقيقي مثل نبرة الصوت وتعبير الوجه، مما يؤدي إلى فجوة في الفهم والاهتمام.
العالم الرقمي يوفر سهولة في الوصول، لكنه لا يعوّض عن التفاعل الإنساني الحقيقي، بل قد يتحول إلى جدار بيننا وبين من نحب إذا لم نحسن استخدامه.
فلنمنح من نحبهم وقتًا صادقًا واهتمامًا حقيقيًا لنحافظ على قوة العلاقات.
ولنستوعب أن الأجهزة الإلكترونية أدوات نافعة إذا استخدمت بوعي، لكنها تصبح عبئًا إن سُيّرت بلا توازن.
اختر التواصل الحقيقي، وستجد فيه ما لا تمنحه أي شاشة.