42% من السعوديين لا يمارسون عناية ذاتية منتظمة و58% يشعرون بالإهمال العاطفي

حذّر المستشار الشخصي والإداري أنس محمد الجعوان من تنامي ظاهرة «الإهمال المدروس» بين الأزواج، مشيراً في تصريح لـ«الرياض» إلى أن 42% من السعوديين لا يمارسون أي نوع من العناية الذاتية المنتظمة، مثل ممارسة الرياضة أو تخصيص وقت للاسترخاء أو مراجعة مختص نفسي.
وأوضح الجعوان أن ضغوط الحياة اليومية وتزاحم المسؤوليات يفسحان المجال لتسلل الإهمال إلى العلاقات الزوجية، أحياناً عن قصد كوسيلة ضغط، وأحياناً بلا وعي نتيجة الإرهاق أو الانشغال، وهو ما يترك أثرًا بالغًا على الاستقرار الأسري. وبيّن أن «سيكولوجية الإهمال» تصف السلوك الذي يتوقف فيه أحد الطرفين عن تقديم الدعم العاطفي أو النفسي للطرف الآخر، مما يؤدي إلى تصدع يصعب إصلاحه.
واستشهد الجعوان بدراسة لمنظمة الصحة العالمية (2024) تفيد بأن أكثر من 35% من البالغين حول العالم يعانون من أعراض نفسية ناتجة عن الإهمال الذاتي، تشمل التوتر المزمن وفقدان الشغف واضطرابات النوم. كما أشار إلى إحصاء لهيئة الإحصاء السعودية (2023) أظهر أن 42% من المشاركين لا يلتزمون بأي نشاط منتظم للعناية بأنفسهم.
وفيما يخص الحياة الزوجية، ذكر الجعوان أرقاماً من دراسة لمركز الأبحاث الاجتماعية بجامعة الملك سعود (2024) تؤكد أن 58% من الأزواج يشعرون بأنهم مهمَلون عاطفياً من قبل زوجاتهم، بينما أقرت 63% من الزوجات بعدم توفر وقت كافٍ للعلاقة الزوجية بسبب التزامات العمل ورعاية الأبناء. كما أشار إلى دراسة لجامعة هارفارد (2023) بيّنت أن الإهمال العاطفي يعد ثالث أسباب الطلاق بعد الخيانة وسوء التفاهم.
وحول «الإهمال المدروس»، أوضح أن دراسة لجامعة لندن كشفت أن واحداً من كل أربعة أشخاص اعترف باستخدام التجاهل المتعمد لإيصال رسالة للطرف الآخر، وهو ما يضعف الثقة ويقلص المشاعر تدريجياً.
وعدّد الجعوان أسباب هذه الظاهرة، ومنها نقص الوعي العاطفي، والتنشئة في بيئة جافة عاطفياً، والإرهاق النفسي، والإحباط من العلاقة، لافتاً إلى أن آثارها تشمل انخفاض الرضا الزوجي، وزيادة الشعور بالوحدة، والتفكير في بدائل عاطفية خارج العلاقة، فضلاً عن تدهور الصحة النفسية للطرفين.
ودعا إلى مواجهة الإهمال من خلال إدراك خطورته، وفتح حوار صريح، وتخصيص وقت مشترك أسبوعياً، واللجوء إلى الاستشارات الأسرية عند الحاجة، مع العناية بالنفس لتعزيز القدرة على العطاء.
واختتم قائلاً: «العلاقة الزوجية أشبه بحديقة تحتاج إلى رعاية مستمرة، فإذا أُهملت نبتت فيها الأشواك، وقد نفقد من نحب ونحن لا نشعر».