تراجع التضخم يعيد التوازن للأسواق وسط تقارب تجاري أمريكي-صيني وتصاعد التوترات الجيوسياسية
فريق أبحاث آسيا والمحيط الهادي في ساكسو بنك
السلع:
واصلت أسعار النفط ارتفاعها بعد قفزة بنسبة 5% أمس، مدفوعة بتوترات الشرق الأوسط. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.7% ليتجاوز 69 دولاراً، واقترب خام برنت من 70 دولاراً. وسحبت الولايات المتحدة بعض موظفي سفارتها في العراق، بينما أصدرت البحرية البريطانية تحذيرات بشأن مخاطر الشحن.
ارتفع الذهب لليوم الثاني على التوالي بفعل توترات الشرق الأوسط وإعلان ترامب بشأن الرسوم الجمركية، ليرتفع بنسبة 0.6% إلى نحو 3373 دولاراً للأونصة، مواصلاً مكاسب اليوم السابق البالغة 1%. وازداد الإقبال على المعدن الأصفر بعد سحب موظفي السفارة الأمريكية في بغداد وسط تهديدات من إيران.
انخفض النحاس بنسبة 1.1% مع بدء مصاهر صينية بتصدير الشحنات، ما كشف عن فجوة بين شح الإمدادات العالمية وضعف الطلب في الصين، أكبر مستهلك للمعادن.
الأسهم:
الولايات المتحدة: تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.3%، منهياً سلسلة مكاسب استمرت ثلاثة أيام، وانخفض مؤشر ناسداك بنسبة 0.5%، بينما استقر مؤشر داو دون تغيير. وسجل مؤشر أسعار المستهلكين في مايو زيادة شهرية بنسبة 0.1%، دون التوقعات، ما خفف الضغط على الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة. توصل المفاوضون الأمريكيون والصينيون إلى اتفاق مبدئي يشمل تزويد الصين للولايات المتحدة بالمعادن الأرضية النادرة، في مقابل تخفيف القيود على تأشيرات الطلاب الصينيين، غير أن الغموض بشأن الرسوم وضوابط التصدير قلل من تفاؤل المستثمرين. أعلن الرئيس ترامب أن الاتفاق “منجز”، في حين أشار وزير التجارة هاورد لَتنِك إلى احتمال صدور القرار قريباً. وتراجعت أسهم غيم ستوب بنسبة 11% إلى 25.32 دولار في التداولات اللاحقة بعد إعلان الشركة عن خطط لإصدار سندات قابلة للتحويل بقيمة 1.75 مليار دولار تستحق في 2032.
الاتحاد الأوروبي: تراجع مؤشر يورو ستوكس 50 بنسبة 1% ومؤشر ستوكس 600 بنسبة 0.3% يوم الأربعاء، مع تفاعل الأسواق مع إشارات متباينة بشأن التجارة العالمية. أعلن الرئيس الأمريكي ترامب عن إطار تجاري مع الصين يركّز على توريد المعادن الأرضية النادرة ومنح الطلاب الصينيين فرصة الدراسة في الجامعات الأمريكية. في المقابل، عبّر مسؤولون أوروبيون عن شكوكهم إزاء المحادثات التجارية مع واشنطن، مرجّحين التوصل إلى اتفاق مبدئي بحلول التاسع من يوليو. وسجل قطاع التجزئة خسائر حادة، حيث هوت أسهم إنديتكس بأكثر من 4% بسبب مبيعات فصلية مخيبة للآمال والضغوط الاقتصادية التي تؤثر على موسم الصيف، بينما حققت أسهم قطاعي السيارات والموارد الأساسية مكاسب بدعم من تطورات التجارة بين أمريكا والصين.
هونغ كونغ: ارتفع مؤشر هانغ سنغ بنسبة 0.8% يوم الأربعاء، ليبلغ أعلى مستوياته في قرابة ثلاثة أشهر عند 24,349 نقطة، مرتداً من تراجع طفيف في الجلسة السابقة. وجاء هذا الارتفاع مدفوعاً بتفاؤل بشأن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، رغم أن تفاصيل الاتفاق لا تزال قيد الانتظار. وسجلت الأسهم الصينية المدرجة في البر الرئيسي مكاسب بارزة، ما عوّض التراجع الطفيف في العقود الأمريكية الآجلة قبيل صدور بيانات التضخم. وأعلن صانعو السيارات الصينيون عن خطط لتقليص فترات سداد الموردين وسط حرب أسعار محتدمة. وارتفعت أسهم شركة جي إل ماغ رير-إيرث بنسبة 2.8% بعد حصولها على تراخيص تصدير إلى الولايات المتحدة وأوروبا وجنوب شرق آسيا. وقفزت أسهم بوب مارت بنسبة 3.6% بعد تسجيلها مبيعات قياسية في ألعاب “الصناديق العمياء”. كما ارتفعت أسهم هويتونغدا نيتوورك بنحو 3% بعد إعلانها نيتها إعادة شراء ما يصل إلى 500 مليون يوان من الأسهم من الفئة H.
الدخل الثابت:
أنهت عوائد سندات الخزانة الأمريكية الجلسة بالقرب من أعلى مستوياتها، بدعم من الطلب القوي في مزاد سندات العشر سنوات، وبيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأضعف من المتوقع. وظهرت مكاسب مبكرة في السندات القصيرة الأجل مع ترسخ التوقعات بتيسير نقدي من الفيدرالي، إذ ارتفعت احتمالات الخفض بمقدار 48 نقطة أساس بنهاية العام مقارنة بـ42 نقطة أساس يوم الثلاثاء. وتعتزم اليابان إصدار سندات طويلة جداً وسط مخاوف تتعلق بالطلب الاستثماري، بينما تستعد نيوزيلندا والولايات المتحدة لطرح ديون جديدة.
الاقتصاد الكلي:
صرح ترامب إنه سيحدد معدلات الرسوم الجمركية الأحادية خلال أسبوعين. فيما أبقى الاتفاق السابق مع الصين الرسوم عند 55%، منها 30% رسوم متبادلة و25% مرتبطة بالفنتانيل.
سجل مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ارتفاعاً بنسبة 2.4% على أساس سنوي في مايو 2025، دون التوقعات التي بلغت 2.5%. وسُجلت زيادات ملحوظة في أسعار الغذاء (2.9%)، وخدمات النقل (2.8%)، والسيارات والشاحنات المستعملة (1.8%)، والمركبات الجديدة (0.4%). أما التضخم الأساسي فبلغ 2.8%، وهو أقل بقليل من التقديرات البالغة 2.9%.
توصلت الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق مبدئي بشأن توريد المعادن الأرضية النادرة وتخفيف قيود تأشيرات الطلاب، إلا أن الغموض حول الرسوم الجمركية وضوابط التصدير حدّ من تفاؤل المستثمرين. ووصف الرئيس ترامب الاتفاق بأنه “منجز”، لكنه لا يزال بانتظار موافقته وموافقة الرئيس شي، مع ترقّب صدور القرار قريباً.
ارتفعت مبيعات السيارات في الصين بنسبة 11.2% على أساس سنوي لتصل إلى 2.686 مليون وحدة في مايو 2025. وقفزت مبيعات السيارات العاملة بالطاقة الجديدة بنسبة 36.9% لتبلغ 1.307 مليون وحدة، لتشكل 48.7% من إجمالي المبيعات.
سجلت الولايات المتحدة عجزاً في الميزانية قدره 316 مليار دولار في مايو، بتراجع نسبته 9% على أساس سنوي، بدعم من إيرادات جمركية قياسية بلغت 23 مليار دولار نتيجة الرسوم الجديدة. وارتفعت الإيرادات الجمركية الإجمالية من 6 مليارات دولار في مايو 2024 بفعل زيادة الرسوم.
العملات الأجنبية:
تعرض الدولار الأمريكي لضغوط بعد تراجع مؤشر الدولار (DXY) إلى 98.5 بفعل بيانات التضخم الأمريكية الأضعف من المتوقع، ما عزز التوقعات بخفض الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي.
استفاد اليورو من ضعف الدولار وارتفع فوق مستوى 1.15، رغم أن تعليقات مسؤولي البنك المركزي الأوروبي لم تؤثر كثيراً في الأسواق.
استعاد الجنيه الإسترليني مستوى 1.3550، لكن مكاسبه بقيت محدودة، إذ جاءت مراجعة الإنفاق الحكومي متماشية مع التوقعات دون مفاجآت تُذكر.
سجل الين الياباني تداولات متقلبة، حيث تراجع زوج الدولار/ين إلى مستوى يقارب 144 قبل أن يرتد نتيجة ضعف الدولار وتراجع شهية المخاطرة