cccccccccccccccccccccccccccccccccccccccccccccccc cccccccccccccccccccccccccccccc

عودة الزخم البيعي للدولار… فهل يستمر الضعف؟

جون هاردي، رئيس استراتيجيات الاقتصاد الكلي العالمي، ساكسو بنك

في الأسابيع الأخيرة، بدأ المحللون والمستثمرون الذين يتوقعون هبوط الدولار يفقدون الأمل في تعرض الدولار الأمريكي لضغوط في الأجل القريب، جاءت ضربة مزدوجة بالأمس لتحيي زخم الهبوط مجدداً: أولاً، صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر مايو بشكل أضعف بكثير من التوقعات، إذ سجل كل من المؤشر العام والأساسي قراءات دون المتوقع، مع مفاجأة سلبية بارزة على أساس شهري للمؤشر الأساسي بلغت -0.2% (الارتفاع الفعلي +0.1% مقابل +0.3% متوقعة).

قفز زوج اليورو/الدولار فوق 1.1500 خلال الليل بعد تقلبات غريبة أعقبت صدور البيانات. وأتساءل إنْ كانت هذه التقلبات ناتجة عن قيام أصحاب مراكز شراء قديمة في الزوج بجني الأرباح عند اقتراب السعر من مستوى 1.1500 مباشرة بعد صدور البيانات، خشية تلاشي الزخم الاتجاهي مرة أخرى.

وجاءت الضربة الثانية السلبية للدولار في وقت لاحق من اليوم نفسه، حين أعاد الرئيس ترامب التأكيد على عزمه فرض رسوم جمركية من طرف واحد خلال أسبوعين إن لم تُبرم اتفاقيات تجارية، ما زاد من الضغوط على الدولار. ومن اللافت أن الدولار/الين تصدّر موجة بيع الدولار على خلفية هذا التصريح، كما كان ينبغي أن يحدث أصلاً بعد تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية. نعم، يبدو أن الأسواق أصبحت شبه محصّنة تجاه العناوين المتعلقة بالتجارة، لكن الرسوم الجمركية لها أثر كبير يزداد مع ارتفاع مستوياتها النهائية في العديد من الحالات: فقد أظهر تقرير عجز الموازنة الأمريكية لشهر مايو أن إيرادات الرسوم الجمركية بلغت 23 مليار دولار، بزيادة نسبتها 270% عن العام الماضي، رغم اندفاع المستوردين لجلب السلع قبل بدء تطبيق الرسوم. ورغم ذلك، فإن هذه الإيرادات لن تؤثر بشكل يُذكر على حجم العجز المتوقع هذا العام، والذي يُرجّح أن يقترب من تريليوني دولار.

 

فأين قد يشتد ضعف الدولار من هنا؟

قد يعاود الدولار/الين قيادة الهبوط إذا اجتمع ضعف شهية المخاطرة مع استمرار تراجع عوائد السندات الأمريكية. وقد يسهم صدور رقم مرتفع في مطالبات إعانة البطالة الأسبوعية اليوم في تحقيق ذلك، لكن الوضع الفني يحتاج إلى مزيد من الزخم – إذ يمكن أن يؤدي كسر سريع لدعم نطاق 142.50 إلى اختبار حاسم للمستوى المحوري 140.00.

ومن المثير للدهشة أن الأسواق لا تُسعّر بشكل أقوى احتمال خفض الفائدة في اجتماع الفيدرالي خلال يوليو – لكن تكرار صدور بيانات ضعيفة لمطالبات البطالة وتقرير وظائف أمريكي مخيب في يونيو قد يغيّر نغمة الفيدرالي سريعاً. فهل يفتح البنك الباب على مصراعيه أمام “الاعتماد على البيانات”، لا سيما تلك المتعلقة بسوق العمل، في اجتماعه الأسبوع المقبل؟

 

الرسم البياني: اليورو/الدولار

شهد الزوج تحركات غير مألوفة عقب صدور بيانات التضخم الأمريكية الضعيفة يوم أمس، لكن الاختراق الصاعد فوق المقاومة المحلية صمد، بل تجاوز السعر مستوى 1.1500 خلال الليل. وسيكون الإغلاق اليومي فوق هذا المستوى هو الأول منذ أبريل، والثاني فقط منذ عام 2021. وإذا تصاعدت المخاوف مجدداً بشأن السياسات التجارية الأمريكية بالتزامن مع استقرار في شهية المخاطرة، فقد نشهد تحركاً سريعاً نحو مستوى 1.2000، خاصة بعد فترة تماسك استمرت 6-7 أسابيع منذ اختبار مستوى 1.1500 في أبريل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى