معرض “جَهْبَذ”.. حين تتفتح الألوان على ضفاف الطفولة في تبوك

نبض الحدث ـ متابعات
في مساءٍ يليق بالخيال، وتحت سقفٍ تعلّق فيه الحرفُ باللون، والماضي بالحلم، شهدت قاعة الفنون البصرية بجمعية الثقافة والفنون في حيّ المهرجان بتبوك ولادة معرضٍ فنيّ استثنائيّ حمل اسم “جَهْبَذ”، نظّمه فريق رقش التطوعي تحت مظلّة العمل التطوعي، بقيادة الأستاذة سلوى الأنصاري، ليكون أكثر من مجرد معرض، بل حكاية فنية ترويها أنامل صغيرة وأرواح مشبعة بالإلهام.
جاء المعرض بفكرة مبتكرة، تسعى إلى جسر المسافة بين أجيال الفن التشكيلي في المملكة، إذ جسّد الأطفال لوحات كبار الروّاد بأسلوب طفولي مفعم بالدهشة، وكأنّهم يكتبون رسالة حب بريشة صغيرة إلى ذاكرة الوطن التشكيلية، ليصبح كل عملٍ فنيّ مرآةً صادقة لما يمكن أن تخلقه براءة الطفولة حين تُمنح فرصة التحليق.
لم يكن ذلك النتاج وليد لحظة عابرة، بل ثمرة ثلاثة أشهر من التدريب الفني المكثّف، في جمعية العمل التطوعي، حيث تضافرت جهود المدربات بإخلاص، فحملن الأطفال في رحلات بصرية بين الألوان، وعرفنهم على أسرار التكوين، وقوّة التعبير، ودفء الفكرة حين تسكن اللوحة.
وفي لحظةٍ تكللت بالشغف، أعلنت الأستاذة سلوى الأنصاري خلال الافتتاح عن فتح مزاد فني على الأعمال المشاركة، يقام يومي الجمعة والسبت، ويُختتم المعرض مساء السبت، إيمانًا منها بأن لكل لوحةٍ عمرٌ آخر حين تجد من يحتضنها ويؤمن برسالتها.
وكانت يد العطاء حاضرةً في كواليس الجمال، فقد جاء المعرض بدعمٍ كريم من جهاتٍ متعددة آمنت بأهمية الفن ودوره المجتمعي، من بينها: جمعية العمل التطوعي، جمعية الثقافة والفنون، مركز حراك للاستشارات والتدريب، كوفي رصاف، ومتجر Needle’s art، ليكون هذا التعاون شهادةً على أن الفنون تزدهر حين تحتضنها الأيادي المؤمنة بقيمتها.
وقد امتلأت القاعة بحضورٍ لافتٍ من المهتمين، والفنانين، ومحبي الجمال، يتأملون تلك اللوحات التي تكاد تنطق بصدقٍ لا يُصطنع، ووعيٍ لا يُدرّس، بل يُولد مع القلب حين يُترك له المجال ليعبّر.
“جَهْبَذ” لم يكن مجرد اسمٍ لمعرض، بل أصبح عنوانًا لحكايةٍ تروى حين تتحول ريشة الطفل إلى لسانٍ ناطق بتاريخ فنيّ عريق، ومستقبل يُرسم من الآن.
ليظلّ الفن في تبوك، كما في كل زاوية من هذا الوطن، قنديلًا يضيء دروب الجمال، ومرايا ناصعة تعكس وجوه الأحلام الصغيرة وهي تكبر

