الأمين العام لمجلس التعاون: مسيرة مجلس التعاون مثالاً يُحتذى به في وحدة الصف، والتكامل الفاعل، والتعاون البنّاء، حتى غدت نموذجاً رائداً على المستويين الإقليمي والدولي
خلال الاحتفال بذكرى تأسيس مجلس التعاون الـ44

نبض الحدث ـ متابعات
برعاية وحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود، أمير منطقة الرياض، وبحضور معالي عبدالرحمن بداح المطيري، وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشئون الشباب بدولة الكويت –دولة الرئاسة للدورة الحالية-، وحضور أصحاب السمو والمعالي الوزراء وأصحاب السعادة السفراء وممثلي السلك الدبلوماسي والعديد من المسؤولين، أقامت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، احتفال ذكرى تأسيس مجلس التعاون الرابع والأربعين، أمس السبت الموافق 24 مايو 2025م، في مقرها الرئيسي بمدينة الرياض.
واستهل معالي الأستاذ جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، كلمته بتقديم جزيل الشكر وعظيم الامتنان إلى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود، أمير منطقة الرياض -حفظه الله-، على رعايته وتشريفه لحفل اليوم، ومشاركته مع أصحاب السمو الأمراء، وأصحاب المعالي الوزراء، وأصحاب السعادة السفراء، وممثلي السلك الدبلوماسي، وكافة المسؤولين الذين شرفوا الحفل بحضورهم الكريم في هذه المناسبة العزيزة على كافة مواطني دول المجلس.
كما عبر معاليه عن فخره أن يتجدد اللقاء في الأمانة العامة لمجلس التعاون في هذه المناسبة الغالية والعزيزة على الجميع، وقال معالي الأمين العام؛ يشرفني أن أقف أمامكم اليوم لأرفع، بالأصالة عن نفسي ونيابة عن زميلاتي وزملائي منتسبي الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وكافة أجهزتها والمنظمات والمراكز التابعة إليها، أسمى آيات التهاني والتبريكات لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون -حفظهم الله ورعاهم-، على مرور أربعة وأربعين عاماً على تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي انطلقت مسيرتها المباركة في الخامس والعشرين من مايو عام 1981م ، معرباً عن بالغ الفخر والاعتزاز لما تحقق من إنجازات في مسيرة التعاون والتكامل الخليجي المشترك في شتى المجالات“.
وذكر معالي الأمين العام، أن الاحتفال اليوم بمرور أربعة وأربعين عاماً على انطلاق مسيرة مجلس التعاون المباركة، نستحضر من خلالها وبكل فخر ووفاء الرؤية الثاقبة للقادة المؤسسين -رحمهم الله- الذين وضعوا الأساس المتين لهذا الكيان الشامخ، مستندين به على عمق الروابط الأخوية، ووحدة المصير، والتاريخ المشترك بين شعوبهم، وقد واصل القادة الحاليون -حفظهم الله ورعاهم- هذه المسيرة بعزم لا يلين، واضعين نصب أعينهم، تعزيز أواصر الأخوة التي تربط بين شعوبهم، وترسيخ دعائم العمل الخليجي المشترك، بما يعود بالخير والنماء على دولهم وشعوبهم، فرغم كل التحديات والمتغيرات الإقليمية والدولية، ظلت مسيرة مجلس التعاون مثالاً يُحتذى في وحدة الصف، والتكامل الفاعل، والتعاون البنّاء، حتى غدت نموذجاً رائداً على المستويين الإقليمي والدولي، وعلى كافة الأصعدة ومختلف المجالات.
وقال معاليه، أن المسيرة المباركة لمجلس التعاون شهدت، بفضل الله، محطات مضيئة وإنجازات نوعية أسهمت في ترسيخ التكامل الخليجي في شتى المجالات، حتى غدت دول المجلس نموذجاً يُحتذى به في العمل الجماعي، وشريكاً يُعتمد عليه إقليمياً ودولياً، وأصبحت محط أنظار العالم بفضل رؤيتها الاستراتيجية وسياساتها المتزنة التي ترتكز على إعلاء قيم الأمن والسلم، وتعزيز مسارات التنمية المستدامة والازدهار، وهناك مشهد يعكس ثقل المجلس المتنامي، حيث انعقدت خلال الأشهر الماضية القمة الخليجية – الأوروبية، وتلتها قبل أيام القمة الخليجية – الأمريكية، وبعد أيام قليلة قمم مرتقبة مع رابطة دول الآسيان والصين، في تأكيد واضح على مكانة مجلس التعاون ودوره المحوري في رسم ملامح العلاقات الدولية، وهذه القمم الرفيعة لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس -حفظهم الله ورعاهم-، مع نظرائهم في هذه الدول، بالإضافة إلى عقد 15 اجتماع وزاري مع دول أخرى، تُبرز قدرة المجلس على مدّ جسور التعاون مع الشرق والغرب، وبناء شراكات متوازنة تحقق المصالح المشتركة، كما تعكس كذلك ما تحظى به دول الخليج من تقدير واحترام عالمي، ورغبة صادقة من مختلف دول العالم في تعميق العلاقات معها على أسس من الثقة المتبادلة والمصالح الاستراتيجية.
كما أشار معاليه، أن ما حققته دول المجلس من طفرة نوعية في أدائها الاقتصادي، نتيجة التنوع الاقتصادي، والاستغلال الأمثل للموارد، وتعزيز مكانتها الاقتصادية على الساحتين الإقليمية والدولية، مستعرضاً بعض مما تحقق من إنجازات اقتصادية خلال الفترة الماضية، حيث احتلت دول المجلس المرتبة 11 كأكبر اقتصاد على مستوى العالم بإجمالي ناتج محلي يصل الى 2.1 تريليون دولار أمريكي، كما بلغ متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي حوالي 36.8 ألف دولار، وهو ما يفوق بثلاثة أضعاف المتوسط العالمي، مما يعكس ارتفاع مستوى الدخل وتحسن نوعية الحياة للمواطن الخليجي، ومن المتوقع أن يستمر النمو الاقتصادي لدول المجلس بوتيرة أعلى في عام 2025م ليصل الى 4.5% مع نمو في القطاع الغير نفطي يناهز 3.3% في نفس السنة، حتى أصبحت دول المجلس مجتمعة ضمن قائمة أكبر سبع مناطق مالية عالمية، حيث بلغت القيمة السوقية الإجمالية لأسواق المال الخليجية أكثر من 4.3% من إجمالي القيمة السوقية العالمية، أما في مجال التنمية المستدامة، فقد شهدت دول المجلس نمواً كبيراً في قدرتها الإنتاجية من مصادر الطاقة النظيفة، فقد بلغ قدرة إنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة في دول المجلس نسبة 30% من اجمالي إنتاج الشرق الأوسط، كما بلغت 54.5% من إنتاج طاقة الرياح، وهو ما يعد 30% من الإنتاج العالمي، كما شهدت التجارة البينية بين دول مجلس التعاون نموًا ملحوظًا، حيث بلغ حجم الصادرات البينية 131.6 مليار دولار أمريكي بنسبة نمو قدرها 67%، مما يعكس عمق التكامل الاقتصادي وتيسير حركة السلع بين الدول الأعضاء، كما بلغ إجمالي رؤوس أموال الشركات المساهمة العامة المسموح تداول أسهمها من قبل مواطني دول مجلس التعاون الأخرى 520.4 مليار دولار أميركي بنسبة نمو قدرها 226.9%، بما يدل على انسياب رؤوس الأموال الخليجية وسهولة النفاذ إلى الأسواق، وفي مجال التعليم العالي، وبلغ عدد الطلاب الخليجيين الملتحقين بمؤسسات التعليم العالي في دول مجلس التعاون غير دولهم نحو 12.8 ألف طالب، ما يعزز من تبادل الكفاءات ويرسّخ مبدأ المواطنة الاقتصادية والتعليمية المشتركة، كما تعتبر دول المجلس من بين أكثر الدول في العالم جاهزية لتطبيق الاقتصاد الرقمي، حيث تجاوز مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي المتوسط العالمي، ويتوقع مساهمة الذكاء الاصطناعي 34% من الناتج المحلي الإجمالي لدول المجلس بحلول 2030، وفي هذا السياق، ومواكبةً للتحول الرقمي والتكنلوجي فقد دشن وزراء الإعلام في دول المجلس هذا العام التطبيق المشترك لوكالات أنباء دول مجلس التعاون، كما أطلقت الأمانة العامة، من خلال المركز الإحصائي الخليجي، تطبيق الهاتف الذكي لإحصاءات مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي يفتح نافذة موثوقة عن واقع دول مجلس التعاون بالأرقام والحقائق، ويقدم مؤشرات دقيقة عن التنمية والاقتصاد والمجتمع والبيئة، بما يعكس حجم الإنجازات الطموحة والنهضة الشاملة التي تشهدها دول المجلس
وأكد معالي الأمين العام، أنه بناءً على التوجيهات السامية لأصحاب الجلالة والسمو قادة المجلس -حفظهم الله ورعاهم- في تمكين وإبراز دور المرأة والشباب الخليجي، فقد أقامت الأمانة العامة لمجلس التعاون خلال الفترة السابقة، فعاليتين كانت الأولى للمرأة الخليجية تحت مسمى (خليجية مُلهمة) وذلك في إطار الاحتفال بيوم المرأة العالمي، لتسليط الضوء على منجزات المرأة الخليجية وجهود دول مجلس التعاون في مجال تمكين المرأة، والفعالية الثانية هي يوم الشباب الخليجي، وذلك لدعم وتحفيز الشباب، وإبراز إبداعاتهم وإنجازاتهم في مختلف الميادين، مؤكدين للجميع على دعم الأمانة العامة لجميع فئات المجتمع الخليجي وإبراز جهودهم ومبادراتهم.
مختتماً معاليه الكلمة، بتجديد الشكر والعرفان إلى دول مجلس التعاون، قيادةً وحكومةً وشعباً، على ما قدمته وتقدمه للأمانة العامة والمكاتب والهيئات التابعة لها من تسهيلات ودعم لامحدود، وإلى دولة الكويت، دولة الرئاسة الحالية على كافة الجهود المبذولة، في استضافة الاجتماعات والتحضير لها بشكل متميز، وإلى أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دول المجلس أعضاء المجلس الوزاري الموقر، على دعمهم ورعايتهم المستمرة للأمانة العامة لمجلس التعاون ومنسوبيها، وإلى كافة أخواتي وإخواني منتسبي الأمانة العامة لمجلس التعاون، والهيئات والمكاتب التابعة لها، على جهودهم النيّرة وتفانيهم في العمل والإخلاص دون حدود، وحرصهم على تعزيز مسيرة ومنجزات العمل الخليجي، وإلى القائمين على الإعداد لهذا الاحتفال العزيز، ولرئيس وأعضاء اللجنة المنظمة، على ما بذلوه من جهود مقدرة، في الترتيب والتنظيم لإنجاح هذا الحفل.
داعياً معاليه المولى –عزوجل- أن يديم على دول المجلس نعمة الأمن والأمان، وينعم عليها بالمزيد من الاستقرار والازدهار، وأن يسدد المساعي لتحقيق تطلعات قادة دولنا -حفظهم الله ورعاهم- وتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك وتحقيق تطلعات مواطني دول المجلس.