cccccccccccccccccccccccccccccccccccccccccccccccc cccccccccccccccccccccccccccccc

عندما تعصف بك الريح

بقلم/مشاري محمد بن دليلة
كاتب في الشؤون الاجتماعية والثقافية

الحياة الدنيا عندما خلقها الله عز وجل أوجد فيها الفرح والحزن والابتلاء والفرج والصحة والمرض وكلها من تقدير الله مصرف الكون والقادر على كل شيء ، لا يوجد إنسان على هذه البسيطة إلا وابتلاه الله وتختلف الابتلاءات في النفس والمال والولد والصحة وغيرها من أساسيات الحياة، هذه الابتلاءات عندما تعصف بالعبد قد لا يستوعب عقله ذلك الابتلاء فيكون بين صابر وجازع، عندما تعصف بك الريح تثبت بمعية الله وذكره لا تبحث عن فرج إلا من عنده ولا تناجي إلا هو ولا تبوح بسرك إلا إليه فهو القادر على كشف الكرب، لا تكل نفسك لعقلك وقدرتك والبشر بل أوكل أمرك إلى الله لا رازق إلا هو ولا شافي إلا هو ولا معطي إلا هو ولافارج الهم إلا هو، عندما تعلق قلبك بمصرف الكون سوف ينزل عليك الطمأنينة والرضى بالقضاء ويفتح لك ما أغلق عليك ويفرج همك ، قد تكون هذه الريح التي أصابتك شديدة وطأتها على النفس وتشتد بك من الحزن فكن صابراً ولا تجزع وسلم الأمر لفارج الهم، نفعل الأسباب المادية التي تساعدنا على انكشاف تلك المحنة ونسأل ونستبصر ولكن نقر في أنفسنا أن هؤلاء أسباب والفارج هو الله المتصرف في كل شيء، تلك الريح الصعبة عندما تهب على الفرد إن لم يتشبّث بذكر الله وسؤاله قد تقتلعه إلى وادٍ غير ذي زرع فتفتك به ويصيبُه من الجزع والتسخط الذي يفرح به الشيطان، وخاصة عندما يصل لسؤال لماذا هذا الأمر أصابني ولم يصب غيري ولماذا وكيف وإلى متى فهذه مداخل الشيطان ليحزن الذين آمنوا، نحن نعلم أن الله عز وجل لا يقدر شر محض على عباده وكل أمر يحدث لحكمة هو يعلمها قد تتجلى تلك الحكمة أو يخفيها في الغيب، وهذا من سماحة ديننا الإسلامي الذي حثنا على الصبر والذكر والاستغفار حتى تنفرج تلك المحنة، الله عز وجل عندما يبتليك يريد منك الدعاء والرجاء والسؤال والدمعات التي تنحدر بين خديك والرجوع له فيفرج لك ما أهمك يريدك أن تكثر من السؤال فهو يفرح بسؤالك يريدك أن تدعو وأنت موقناً بالإجابة لأنك تدعو عظيم ، لا تحزن على شيء فاتك وقد بذلت كل الأسباب ولكن لم يتيسر، لا تحزن على مرض أصابك لم يكن لك سبب فيه، لاترهق نفسك بالحزن على أحد فقدته في الحياة ، لاتحزن على ابن قد بذلت كل الأسباب لهدايته ولكن لم يكن كذلك إنك لاتهدي من أحببت ،نحن نعيش في دنيا جبلت على الكبد ولن نعمر فيها، هي سنوات معدودات وننتقل إلى البيت الأبدي الجنة التي لا سخط ولا صخب ولا حزن فيها، إنما النصر صبر ساعة من يصبر ويحتسب ويعود إلى الله يفلح، ولذلك غير المسلمين الذين ركبوا السفينة وتلاطمت بهم الأمواج وشارفوا على الهلاك دعوا الله فستجاب لهم، بل ورد في الأثر أن غير مسلمين قد حوصروا وأصابهم الجفاف فدعوا الله أن يسقيهم فسقاهم، يسمع لكل موجودات الأرض ويعطي هذا ويمنع هذا بحكمته وعدله، دلنا على كيف ندعوه ونسأله فنفعل السبب والإجابة من عنده، فكن مع الله ولا تيأس وسوف يعطيك حتى ترضى وثق بالله واملأ قلبك رضى ويقين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى