cccccccccccccccccccccccccccccccccccccccccccccccc cccccccccccccccccccccccccccccc

الأمير الإنسان سعود بن نايف القائد الفَطِن والفارس المُحنك!

بقلم ـ عيسى المزمومي

حين يُذكر اسم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، أمير المنطقة الشرقية، يتبادر إلى الذهن رجل دولة من طراز فريد، قامة سامقة في فضاء السياسة السعودية، ونموذج متكامل للقيادة الرحيمة المتجردة من الضجيج والمزايدة. إنه القائد الذي اختار أن يكون قريبًا من الناس لا من الأبراج العاجية، وأن يكون صوتًا للوطن لا صدى للمناصب!
هو الأمير الإنسان، الذي نضج في كنف بيت الحكم، لكنه لم يسمح للبذخ السلطوي أن يُبعده عن رائحة الأرض وأصوات البسطاء. هو الفَطِن حين تلامسه القلوب، والمُحنك حين تحتم القضايا أن يكون عقل الدولة وسيفها في آنٍ واحد.
ولد الأمير سعود بن نايف في الرياض عام 1956م، الابن الأكبر للأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمه الله، أحد أعمدة الحكم في المملكة العربية السعودية. ومن والدته، الأميرة الجوهرة بنت عبدالعزيز بن مساعد، ورث الرقة والسمت الكريم، ومن والده ورث الحزم ورجاحة الرأي، فكان مزيجًا من الطيب والصرامة، ومن العدل واللين.
تلقى تعليمه المبكر في معهد العاصمة النموذجي بالرياض، ثم ابتعث إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث تخرج من جامعة بورتلاند في ولاية أوريغون حاملاً درجة البكالوريوس في الاقتصاد، متسلحًا بالعلم الغربي، لكن بجذور عربية وإسلامية راسخة.
كانت مسيرته المهنية محطات من النُضج والنضال، بدأها في القطاع الخاص، ثم نائبا للرئيس العام لرعاية الشباب، ليعود مجددًا إلى القطاع الخاص، قبل أن يصدر الأمر الملكي الكريم عام 1992م بتعيينه نائبًا لأمير المنطقة الشرقية، وهي الخطوة التي شكلت منعطفًا في مسيرته القيادية. لقد كان شريكًا فعليًا في تنمية المنطقة بجوار الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، حيث ساهم في تحقيق إنجازات نوعية ألقت بظلالها الإيجابية على حياة المواطنين في تلك المنطقة الحيوية من المملكة.
ولأن الكفاءة تفرض نفسها، فقد أُوكلت إليه مناصب عديدة، كان أبرزها تعيينه سفيرًا لخادم الحرمين الشريفين لدى مملكة إسبانيا، حيث لمع اسمه كوجه مشرّف للدبلوماسية السعودية، وتم اختياره عميدًا للسلك الدبلوماسي العربي هناك. كما مثّل المملكة في العديد من المنتديات الدولية، ومنها منتدى تحالف الحضارات، وحوار الأديان، واللقاءات الاقتصادية والثقافية، ليكون سفيرًا للقيم قبل أن يكون سفيرًا للسياسة.
ثم عاد إلى الوطن ليتقلد مناصب حساسة كمساعد لوزير الداخلية للشؤون العامة ومستشار للنائب الثاني، ثم رئيسًا لديوان ولي العهد ومستشارًا خاصًا له. وفي عام 2013م، تولى إمارة المنطقة الشرقية، ليبدأ فصلًا جديدًا من الحضور المتزن والتواصل الإنساني والتخطيط التنموي.
ما يميز الأمير سعود بن نايف، ليس فقط رصيده الحافل بالمناصب، بل أسلوبه في القيادة. فهو فارس في حلبات السياسة، لكنه لا ينسى أن يكون أبًا حنونًا على أبناء وطنه، يستمع إليهم، ويشاركهم همومهم، ويمد لهم يد العون، ويمنحهم من وقته ومشاعره ما لا يُقاس بالبروتوكولات.
إنه الأمير الذي يعرفه المواطنون باسم “الأمير الإنسان”، لأنه يحمل في قلبه الوطن، لا باعتباره سلطة، بل مسؤولية. يرسم بابتسامته الطمأنينة، وبحزمه الأمان، وبإنسانيته الأمل. لم تتركه السياسة قاسيًا، ولم تفسده المناصب، بل صقلته الحياة ليكون من أولئك القادة الذين تتزين بهم كتب التاريخ، وتلهج بذكرهم دعوات الناس في السرّاء والضرّاء.
إنه القائد الفَطِن، الذي يدرك أبعاد المواقف، ويمتص صدمات الحياة ويعالجها برفق، والفارس المُحنك الذي يعرف متى يشهر سيف الحزم، ومتى يفتح قلب الحكمة.
في زمن تختلط فيه الأصوات وتضيع فيه البوصلة، يظل الأمير سعود بن نايف نموذجًا نادرًا للقيادة المتزنة، التي لا تفقد إنسانيتها في زحمة المسؤوليات، ولا تساوم على كرامة الإنسان مقابل أي شيء.
حفظ الله هذا الوطن، وحفظ قادته الذين نذروا أنفسهم لخدمة شعبه، وعلى رأسهم هذا الأمير الذي جمع بين العدل والرحمة، وبين الحزم والرأفة، ليكون بحق… الأمير الإنسان!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى