“عالم الذكاء الاصطناعي” يعزز نمو الشركات الناشئة الرائدة في هذا المجال، ويحتفي بتتويج المبتكرين البارزين في تحدي ‘سوبر نوفا’ لعام 2025

نبض الحدث ـ أحمد بن عبدالقادر

اختتمت فعاليات تحدي “سوبر نوفا” في الأمس ضمن فعاليات اليوم الأخير من معرض “عالم الذكاء الاصطناعي 2025“، الحدث الرائد في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي سلط الضوء على أبرز الشركات الناشئة في هذا المجال.

أمام مئات الحضور، بما في ذلك الخبراء والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم، قدمت 30 شركة ناشئة من 15 دولة حلولاً مبتكرة في الذكاء الاصطناعي عبر قطاعات متنوعة مثل الروبوتات، التكنولوجيا المالية، التجارة الإلكترونية، والرعاية الصحية. وضمن المنافسات النهائية، عرضت هذه الشركات ابتكاراتهم أمام لجنة تحكيم مرموقة من المستثمرين العالميين والشخصيات المؤثرة في مجال الذكاء الاصطناعي، موضحةً كيف يمكن لمنتجاتها ونماذج أعمالها المبتكرة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تعزيز نمو هذا القطاع.

وقد جمع معرض “عالم الذكاء الاصطناعي” أكثر من 150 مستثمراً بارزاً من جميع أنحاء العالم، الذين يديرون أصولاً تتجاوز 50 مليار دولار أمريكي في 20 دولة. كما قدم تحدي “سوبر نوفا”، الذي بلغت جوائزه 60 ألف دولار أمريكي، منصة مثالية لأصحاب الشركات الناشئة للتنافس مع رواد الأعمال أصحاب الرؤية من أجل توسيع نطاق عملياتهم وتأمين تمويل كبير.

مواجهة محتدمة ضمن التصفيات النهائية

 

بعد جولتين حافلتين بالابتكار والإبداع (نصف النهائي والنهائي)، تفوقت شركة “بولسار إم إل” (Pulsar.ml) الكندية ضمن منافسة شديدة مع شركات ناشئة من إندونيسيا، ألمانيا، بولندا، الولايات المتحدة، والإمارات العربية المتحدة، لتُعلن فائزاً في تحدي “سوبر نوفا” للذكاء الاصطناعي لعام 2025، وتظفر بجائزة قيمتها 30 ألف دولار أمريكي.

حيث استعرضت الشركة الناشئة الكندية، التي يرأسها محمد صبري، منتجها المبتكر الذي يمكّن المؤسسات من استخدام أدوات متطورة لإدارة الأصول التحليلية وتمكين حوكمة الذكاء الاصطناعي بشكل سلس. ومن خلال أنظمتها، تقدم إطاراً قوياً لإدارة دورة حياة نماذج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، مع ضمان الشفافية والامتثال والكفاءة في نشر حلول الذكاء الاصطناعي.

في عرضه التقديمي، عرض صبري إحصائيات قوية أظهرت أن 60% من المؤسسات لا تتبع حوكمة البيانات، مؤكداً أن منتجات شركته قد تكون الحل الرائد لتحسين نماذج التعلم الآلي، وزيادة الكفاءة، وضمان الامتثال للوائح وحماية سمعة الشركات.

ومن الجدير بالذكر أن موضوع الحوكمة في الذكاء الاصطناعي كان من أبرز المواضيع التي نوقشت في الجلسات الحوارية خلال معرض “عالم الذكاء الاصطناعي“، حيث قدم القادة العالميون والخبراء وصناع القرار رؤاهم حول كيفية مراقبة هذا المجال الحيوي.

الشرق الأوسط وجهة مزدهرة لتغذية صعود الذكاء الاصطناعي

ويتفق صبري، مؤسس شركة “بولسار إم إل”، على أن حوكمة الذكاء الاصطناعي هي قضية لا يمكن تجاهلها، ويعتقد أن شركته يمكن أن تلعب دوراً محورياً في معالجتها، قائلاً: “إن حوكمة الذكاء الاصطناعي تمثل تحدياً بالغ الأهمية يجب معالجته فوراً. بدون الأطر والرؤية المناسبة، نحن عرضة للخطر. لهذا السبب، تقدم ‘بولسار إم إل’ حلاً يمكن للمؤسسات تبنيه، من خلال مراقبة أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها لضمان الشفافية وتحقيق النجاح”.

وبالنسبة للخطوة التالية، يحرص صبري على توسيع نطاق عملياته والاستفادة من سوق الشرق الأوسط، مؤكداً ذلك: “نحن نحقق بالفعل عوائد في كندا والولايات المتحدة، ولكننا الآن نسعى لبناء حضور قوي في الشرق الأوسط، ومع هذه الجائزة المالية، نخطو خطوة كبيرة نحو تحقيق هذا الطموح. الطريقة التي أراها هي أكثر من مجرد التزام؛ إنها دليل على أننا في وضع جيد وعلى المسار الصحيح نحو النجاح في هذا القطاع”.

كما شهدت المنافسات النهائية لتحدي “سوبر نوفا” فوز شركة “أي دي سبكتيف” (ADspective) البولندية بالمركز الثاني وجائزة قدرها 20 ألف دولار أمريكي، بعد أن أثارت إعجاب الحكام بمنصتها المبتكرة التي أحدثت ثورة في مجال الإعلان بالفيديو باستخدام المنتج الافتراضي المدعوم بالذكاء الاصطناعي. بينما حصلت شركة (Cre[ai]tion) الألمانية، المتخصصة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المخصصة، على المركز الثالث وجائزة مالية قدرها 10 آلاف دولار أمريكي.

تقدم مسابقة “سوبر نوفا”، التي تعد حدثاً رئيسياً في معرض “جيتكس جلوبال” ومؤتمر “إكسباند نورث ستار”، منصة عالمية للشركات الناشئة لعرض ابتكاراتها أمام الجمهور العالمي، مما يفتح الطريق للجيل القادم من قادة الذكاء الاصطناعي لعرض أحدث ابتكاراتهم. تأتي هذه المسابقة في وقت يتوقع فيه تقرير من “بي دبليو سي”(PWC) أن يسهم الذكاء الاصطناعي بما يصل إلى 15.7 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030.

وتبذل دولة الإمارات العربية المتحدة جهوداً حثيثة لتكون في طليعة الدول في تبني الذكاء الاصطناعي، حيث من المتوقع أن يشكل الذكاء الاصطناعي نحو 14% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في السنوات الخمس المقبلة. ويعكس معرض “عالم الذكاء الاصطناعي” التزام الحكومة الإماراتية بتعزيز مكانتها كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي.

لمزيد من المعلومات، يُرجى زيارة الموقع الإلكتروني: aieverythingglobal.com 

Exit mobile version