سي أكس جي تُصدر دراسة جديدة: دور الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل تجارب العملاء في قطاع السلع الفاخرة
نبض الحدث ـ أحمد بن عبدالقادر
كشفت شركة “سي أكس جي” (CXG)، الرائدة عالميًا في مجال الاستشارات وحلول تجربة العملاء للعلامات التجارية الفاخرة، عن دراسة مفصلة تؤكد أن تجربة العميل ليست مجرد أحد المتطلبات الأساسية في صناعة الرفاهية، بل تعد من الركائز الجوهرية التي تحدد قدرة هذا القطاع على تلبية احتياجات العملاء بشكل متكامل، خاصةً مع ظهور الذكاء الاصطناعي، الذي بشّر بدخول صناعة الرفاهية والسلع الفاخرة إلى عصر جديد، أصبح الذكاء الاصطناعي المحرك الرئيسي لتحويل تجارب العملاء وتفاعلاتهم مع العلامات التجارية الفاخرة.
أدى استخدام الذكاء الاصطناعي إلى تعميق علاقات العملاء وتعزيز ولائهم لهذه العلامات من خلال مجموعة واسعة من التطبيقات، بدءً من تجارب التسوق الشخصية وخدمات العملاء، وبرامج الولاء المخصصة، وصولًا إلى دعم البيع بالتجزئة لمستشاري المبيعات، واستخدام روبوتات الدردشة الذكية، وتنفيذ حملات تسويقية تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتحليل بيانات العملاء والتفاعلات الافتراضية. وقد أحدث هذا التحول ثورة في طريقة تواصل العلامات التجارية الفاخرة مع عملائها، ومع تطور استخدامات الذكاء الاصطناعي بسرعة، أصبح من الصعب حصر جميع تطبيقاته المتعددة في الوقت الحالي.
كما بينت الدراسة أن إحدى أبرز تأثيرات الذكاء الاصطناعي في قطاع السلع الفاخرة تكمن في تحسين تجربة التسوق الشخصية وخدمة العملاء. فقد انتهت فترة التوصيات العامة وغير الملائمة، وأصبح الذكاء الاصطناعي قادر الآن على تحليل بيانات العملاء مثل سجلات الشراء السابقة، وسلوكهم أثناء التصفح، وحتى الأسباب التي قد تدفعهم إلى ترك المنتجات في سلة التسوق دون إتمام عملية الشراء. من خلال ذلك، يمكن اكتشاف تفضيلات العملاء واحتياجاتهم وأساليبهم الفريدة، مما يمكّن العلامات التجارية من تقديم توصيات منتجات دقيقة تتناسب مع ذوق كل عميل بشكل شخصي.
مثلاً لدينا تطبيق زيجنا أكس – Zegna X من زيجنا، يقدم تجربة مخصصة للعميل مدعومة بالذكاء الاصطناعي، حيث يقوم بتحليل التفاعلات السابقة للعميل ويقدم دعم لكل من العملاء ومستشاري المبيعات، وُستخدم الذكاء الاصطناعي لتقديم توصيات مخصصة للملابس والإكسسوارات، مما يتجاوز بكثير التجربة التقليدية التي تقدمها المتاجر.
توفر المواقع الإلكترونية والتطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي كذلك للعملاء فرصة استكشاف مجموعات مختارة من المنتجات بعناية، مع تقديم توصيات مخصصة لأنماط ومنتجات تتناسب مع تفضيلاتهم الفردية من خلال تحليل بيانات التصفح والشراء، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد أساليب العملاء وتقديم خيارات مميزة تلبي احتياجاتهم الفريدة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي كذلك من تخصيص برامج ولاء العملاء بشكل ديناميكي، حيث يتم تعديل العروض والمكافآت بناءً على تفضيلاتهم وسلوكهم في التسوق، مما يعزز العلاقة بين العلامة التجارية والعملاء ويزيد من ولائهم.
لا يقتصر دور الذكاء الاصطناعي على المواقع الإلكترونية فحسب، بل إنه يعزز أيضاً تجربة التسوق في المتاجر بشكل كبير. تخيل أن موظف مبيعات مدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يكتشف تفضيلاتك بناءً على بيانات سابقة، ويقترح لك قطعة ملابس موسمية قد تكون قد فاتتك، أو يوصي بمنتجات تتناسب تماماً مع مشترياتك السابقة. علاوة على ذلك، يمكن للتقنيات الذكية أن تساعد في توفير تجارب مخصصة عبر التفاعل مع العميل بشكل أكثر دقة، مما يجعل كل زيارة إلى المتجر تجربة فريدة. هذه الخدمة لا تقتصر على جعل تجربة التسوق أكثر خصوصية، بل أيضاً تعزز من ثقة العميل في العلامة التجارية، وتخلق شعور بالتقدير والاهتمام، مما يساهم في بناء علاقة قوية وطويلة الأمد بين العميل والعلامة التجارية.
لا يقف دور الذكاء الاصطناعي عند تجربة العميل داخل المتجر فحسب، بل يغير أيضاًالطريقة التي ندير بها خدمة العملاء عبر مواقع الإنترنت عن طريق الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل تلك التي تستخدمها العلامات التجارية العالمية مثل ديور انسايدر وروبوتات لويس فويتون عبر تطبيقات مثل الفيسبوك ماسنجر، والتي أصبحت جزء أساسي من تجربة العملاء. هذه الروبوتات قادرة على الرد على استفسارات العملاء حول المنتجات، وتقديم نصائح تتعلق بالأناقة، بل والتعلم من كل تفاعل لتحسين تجارب العملاء المستقبلية.
لكن الفائدة لا تتوقف عند هذا الحد، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تخصيص الحملات التسويقية لتتناسب مع اهتمامات العملاء الشخصية، مما يجعل رسائل البريد الإلكتروني والإعلانات الموجهة أكثر دقة وملائمة. تخيل أنك تتلقى توصيات عن حقيبة من العلامة التجارية بربري التي كنت تتصفحها سابقاً، أو أنك ترى إعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي لمنتجات مشابهة لتلك التي تفضلها. هذا النوع من التخصيص يجعل تجربة التسوق أكثر سلاسة وراحة، ويعزز من ارتباطك بالعلامات التجارية المفضلة لديك.
أكدت الدراسة على ان الذكاء الاصطناعي سيساهم في إعادة تشكيل معالم الموضة الفاخرة من خلال إنشاء تجارب افتراضية مبتكرة تدعمها تقنيات الذكاء الاصطناعي. حيث لم تعد صالات العرض الافتراضية مجرد فكرة بعيدة، بل أصبحت واقع ملموس. توفر هذه المساحات المدعومة بالذكاء الاصطناعي للعملاء فرصة استكشاف مجموعات جديدة في بيئات تفاعلية، مما يعزز ارتباطهم بالعلامة التجارية. بفضل الواقع المعزز، يمكن للعملاء تجربة الملابس افتراضياً على صورهم أو عبر الصور الرمزية باستخدام هواتفهم الذكية. هذه التقنية تساهم في تقليص الفجوة بين التجارب الواقعية والافتراضية، مما يسهل عملية اتخاذ القرار ويسمح للعملاء بتصور مظهر الملابس قبل الشراء. يعتبر تطبيق “مودي فايس” من لوريال مثال رائع على هذه التقنية المتطورة، حيث يمكن للعملاء تجربة المكياج افتراضياً باستخدام مجموعة متنوعة من المنتجات.
كما أن دور الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على تحسين تجربة التسوق الحالية فحسب، بل إن المستقبل يحمل العديد من المفاجآت التي ستعيد تعريف الطريقة التي نتفاعل بها مع الموضة. فالتطورات القادمة تعدنا بتجارب افتراضية متقدمة تأخذ في الاعتبار نسيج الأقمشة وطبيعة أشكال أجسام العملاء، مما يجعل تجربة التسوق أكثر واقعية وملاءمة بشكل غير مسبوق. بفضل هذه التقنية، سيتمكن العملاء من تجربة الملابس بشكل مرن ودقيق، مع مراعاة تفاصيل دقيقة مثل طريقة تحرك الأقمشة على الجسم.
يسهم مفهوم الميتافيرس كذلك في دمج الواقع بالعالم الافتراضي، مما يمكّن العلامات التجارية الفاخرة من تقديم تجارب جديدة. حيث تقوم هذه العلامات بإنشاء نسخ رقمية لملابسها ومجموعاتها، وبالتالي يمكن للعملاء شراء ملابس افتراضية تتناسب مع شخصياتهم الرمزية في الميتافيرس. هذا لا يقتصر فقط على الملابس، بل يمتد إلى التفاعل مع أسلوب الحياة في عوالم جديدة، مما يتيح للعملاء الفرصة للتعبير عن أنفسهم بطرق مبتكرة وملهمة في بيئات افتراضية.
ختاماً، لن يقف دور الذكاء الاصطناعي على تغيير تجارب العملاء مع الموضة الفاخرة، بل يعيد تعريف الصناعة بأكملها من خلال العمل كأداة مساعدة لمستشاري المبيعات، مما يتيح لهم التركيز على تحسين التفاعل البشري وتقديم خدمة أفضل. سيمهد الذكاء الاصطناعي المستقبل نحو عصر يتلاقى فيه التخصيص والإبداع بالفخامة، بدءً من الرحلات التسويقية الشخصية إلى التفاعلات الافتراضية، في حين أن اللمسة البشرية ستظل جزء لا يمكن التخلي عنه، كما ان من الممكن أن نتوقع أن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي ستشهد المزيد من الابتكارات المثيرة في المستقبل، التي ستعيد تعريف تجربة العملاء وتفاعلهم مع عالم الرفاهية.