cccccccccccccccccccccccccccccccccccccccccccccccc cccccccccccccccccccccccccccccc

متى تكثر مشاكلنا؟

 

بقلم الكاتب : عبدالله أبو يوسف

تكثر مشاكلنا إذا ابتعدنا عن ديننا، وأصبحت الدنيا أكبر همنا، ومبلغ علمنا، وغاية قصدنا، فطبقنا مقولة “اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً” بحذافيرها، ونسينا أو تناسينا “واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً” جملة أو تفصيلاً.

تكثر مشاكلنا إذا كسرنا قاعدة “للبيوت أسرار”، ففتحنا بيوتنا لجميع الخلق، من نعرف ومن لا نعرف، عاقلهم وجاهلهم، برهم وفاجرهم، صالحهم وطالحهم، من يحبنا ومن يكرهنا، وسمحنا لهم أو أجبرناهم في بعض الأحيان على معرفة تفاصيلها، فأصبحنا بلا خصوصية، وكأن بيوتنا بلا أسوار، وباتت حياتنا مسلسلاً تلفزيونياً يستعرضه من شاء متى شاء.

تكثر مشاكلنا إذا مجدنا التافهين وجعلناهم نجوماً، وقدرنا الفاشلين وأقمناهم شيوخاً، في زمن نحتاج فيه إلى أبطال، فاستنطقنا الرويبضة، فصدرنا الذنب رأساً، واعتبرنا البغل فرساً، وصرنا كقطيع الأغنام الذي يسير دون تفكير وراء نعجة تتبع الراعي لأنه يحمل صغيرها!!

تكثر مشاكلنا إذا سمحنا لأنفسنا بدخول بيوت قد فتح أهلها أبوابها ليستعرضو تفاصيل حياتهم بكل سذاجة أمام الناس دون احترام لدين أو تقدير لعرف أو مراعاة لمشاعر الآخرين، كأنما يعيشون في الشارع وحدهم.

تكثر مشاكلنا إذا تأثرنا بكل ما نراه وصدقنا كل ما نسمعه، ونسينا أن الحياة كخشبة مسرح، يظهر الممثل عليها أثناء العرض حالة قد تتناقض تماماً مع ما تحمله نفسه وراء الكواليس.

تكثر مشاكلنا إذا كسرنا قاعدة “القناعة” وقارنا أنفسنا بغيرنا وسعينا لتقليدهم، لتصبح أرواحنا خليطاً غير مستقر من قرارات اتخذها الآخرون وتصرفات ناسبتهم هم وليس نحن، فأشغلنا عقولنا بما فعلوا هم، وتركنا متعتنا لنجرب متعتهم هم، وعطلنا تفكيرنا وفكرنا بطريقتهم هم، فتخلينا عن أنفسنا لنصبح هم.

نصنع مشاكلنا بأيدينا ونربيها ونرعاها، حتى إذا تفرقت أسر وتشتت أبناؤها أو أوشكت، أو هدمت صوامع وبيع أو قاربت، أو ظهر الفساد في البر والبحر أو كاد، اتهمنا غيرنا بالسعي إلى إفساد مجتمعنا، وبدأت شعارات “المؤامرة المدبرة” و “الحملة الخارجية” و “الحرب على المجتمع” تطفو على السطح، وتقمصنا باقتناع واتقان دور الضحية التي باتت بهدوء وسلام ثم أفاقت فجأة على سطو مسلح خلف دماراً وعاراً.

لنتذكر جميعاً أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن الشيطان يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكنه نجح في التحريش بينهم، فلا تكن من حزبه.
وأن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا باللعنة على من أفسد امرأة على زوجها، فلنحذر فإنها دعوة نبي.
وكذلك أخبر عليه الصلاة والسلام أن الشيطان يجلس على عرشه يستعرض أعمال أتباعه، فيستصغر أعمالهم جميعاً إلا من كان عمله التفريق بين المرء وزوجه، فلا تكن له عوناً على المسلمين.

أقول..
إذا لم تعنك التقنية الحديثة على إصلاح حالك، فلا تستخدمها لإفساد أحوال الآخرين.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى