نور كابيتال: بيانات التوظيف رسم مسار الفيدرالي في الفترة المقبلة
نبض الحدث ـ أحمد بن عبدالقادر
قال محمد حشاد، كبير استراتيجي الأسواق في نور كابيتال بأن الدولار الأمريكي أنهى تعاملات الأسبوع الماضي في الاتجاه الصاعد بمكاسب متواضعة مع ارتفاع مؤشرات بورصة نيويورك وغيرها من مؤشرات البورصات العالمية في الاتجاه الصاعد بعد تعرض الأسواق لمؤثرات متنوعة في حركة السعر تباينت بيانات اقتصادية، أبرزها بيانات التوظيف الأمريكية، وتطورات سياسية في أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط علاوة على بعض العوامل ذات الصلة السلطات النقدية.
بيانات التوظيف
كان التطور الأساسي الأهم على الإطلاق على مدار الأسبوع الماضي هو بيانات التوظيف الأمريكية التي توالى ظهورها على مدار تلك الفترة. وكان من المثير للاهتمام تبيان قراءات المؤشرات الأولية لسوق العمل وميلها إلى أن أوضاع سوق العمل الأمريكية لم تكن على ما يُرام في أكتوبر الماضي. لكن المؤشرات النهائية والأهم لنمو الوظائف ونمو الأجور حملت مفاجأة إلى الأسواق بعد أن ألقت الضوء على ارتفاع فاق توقعات الأسواق إلى حدٍ كبير في عدد الوظائف التي أضافها الاقتصاد الأمريكي في فترة القياس وزيادة كبيرة في نمو الأجور.
وأظهر سوق العمل الأمريكي مرونة في نوفمبر حيث ارتفعت الوظائف غير الزراعية (NFP) بمقدار 227,000 وظيفة، وفقًا لتقرير مكتب إحصاءات العمل (BLS) الصادر يوم الجمعة. تجاوز هذا الرقم القوي توقعات السوق البالغة 200,000 وظيفة وتفوق بشكل كبير على زيادة أكتوبر المنقحة البالغة 36,000 وظيفة، والتي كانت قد أبلغ عنها في البداية بـ 12,000 وظيفة فقط، وفقا للبيانات التي صدرت الجمعة الماضية.
وتؤكد هذه البيانات الأقوى من المتوقع على انتعاش مستمر في التوظيف، مما يعكس قوة الاقتصاد الأمريكي المستمرة على الرغم من حالة عدم اليقين العالمية الأوسع نطاقًا. ويبرز التعديل التصاعدي لشهر أكتوبر، مقترنًا بالنمو المثير للإعجاب في نوفمبر، استمرار الطلب في القطاعات الرئيسية ويشير إلى أن سوق العمل يحافظ على الزخم مع اقتراب نهاية العام.
ويعكف المستثمرون وصناع السياسات على حد سواء على تحليل هذه الأرقام عن كثب، حيث يمكن أن تؤثر على التوقعات بشأن مسار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. قد توفر الأرقام الأخيرة نقطة مضادة للإشارات الأخيرة لضعف سوق العمل، مما يضيف تعقيدًا إلى التوقعات بشأن التعديلات المحتملة على أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة.
وبعثت تلك البيانات رسالة إلى الأسواق تتضمن أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يزال في حاجة إلى المزيد من خفض الفائدة، مما يعني الاستمرار على النهج التيسيري الحالي في السياسة النقدية. وتوفر البيئة التي تشهد انخفاضًا في تكلفة الاقتراض فرص أكبر للنمو المالي للشركات ومؤسسات الأعمال وتحقيق الرواج الاقتصادي، وهو ما أدى إلى ارتفاع شهية المخاطرة في الأسواق عقب ظهور البيانات التي ألقت الضوء على إمكانية أن نشاهد البنك المركزي وهو يخفض تكلفة الاقتراض إلى مستويات أقل في الفترة المقبلة.
الدولار الأمريكي
أنهى الدولار الأمريكي تعاملات الأسبوع الماضي في الاتجاه الصاعد بدفعة من بعض مؤشرات التوظيف الأولية علاوة على تطورات في الوضع في الشرق الأوسط على خلفية التوترات في سوريا بعد أن أدى تقدم المعارضة السورية إلى سيطرتها على العاصمة دمشق وفرار الرئيس السوري بشار الأسد من البلاد.
وشهدت هذه الأحداث تطورات بلغت حد إعلان روسيا “تنحي” الرئيس السوري بشار الأسد عن حكم البلاد و”مغادرة سوريا” بعد ساعات من سيطرة قوات المعارضة السورية على العاصمة. ومن دون شك، كانت هذه التطورات بمثابة صافرة إنذار أثارت حالة من تجنب المخاطرة في أسواق المال بسبب حالة ترقب المزيد من المستجدات على صعيد الموقف في سوريا وما قد تؤول إليه الأوضاع في ضوء انخراط عدد كبير من الأطراف الإقليميين والدوليين في الأزمة السورية من بينهم حزب الله اللبناني، الذي وقع اتفاق إطلاق نار مع إسرائيل منذ فترة قصيرة، وإيران وروسيا، حلفاء بشار الأسد.
وأدى تراجع شهية المخاطرة في الأسواق بسبب هذه التوترات إلى أن تحقق العملة الأمريكية ارتفاعًا محدودًا على أساس أسبوعي في الفترة المنتهية في السادس من ديسمبر الجاري.
الأسهم في وول ستريت
تمكنت الأسهم الأمريكية من الاستفادة من توقعات المزيد من خفض الفائدة في الفترة المقبلة، خاصة بعد أن ألقت البيانات الاقتصادية – بيانات التوظيف الأمريكية – الضوء على المزيد من تحسن أوضاع سوق العمل في الولايات المتحدة.
وأدت البيانات إلى تصاعد توقعات خفض الفائدة، مما يوفر تكلفة اقتراض أقل، وهو ما أدى إلى تحسن شهية المخاطرة بسبب توقعات بقدرة الشركات في المستقبل القريب على الاقتراض بتكلفة منخفضة، ومن ثم تستطيع تحقيق نمو أكبر على الصعيد المالي وتكون أسهمها أكثر جاذبية للمستثمرين.
الأسبوع الجديد
تحتل بيانات التضخم الأمريكية صدارة العوامل المؤثرة في أسواق المال في أسبوع التداول الجديد، إذ تصدر قراءات أسعار المستهلك في الولايات المتحدة الأربعاء المقبل إضافةً إلى بيانات مبيعات الجملة وأسعار الواردات.
كما تلقي بيانات توظيف هامة الضوء على معنويات السوق حيال المشروعات صغيرة الحجم في البلاد من خلال قراءات مطالبات إعانات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة التي تصدر الخميس المقبل مع مؤشرات تضخم أسعار المنتجين أيضًا، مما يجعل البيانات محركًا أساسيًا لأسعار الأصول المتداولة في أسواق المال العالمية.
كما يتوقع أن تلعب تقارير أرباح الربع الثالث من 2024 دورًا هامًا في رسم ملامح حركة السعر في أسواق المال العالمية هذا الأسبوع، والتي تتضمن أرباح جيمستوب، وأوراكل، وكوستكو هولسايل.