نبض الحدث ـ أولي هانسن، رئيس استراتيجيات السلع في ساكسو بنك
في ظل الانتشار المتزايد للسيارات الكهربائية وانخفاض تكلفتها، هل يمكن أن تصبح أوبك، الغنية بالنفط، عديمة الأهمية بحلول عام 2025، وينتهي دورها التاريخي؟
في غضون سنوات قليلة فقط، قلبت الصين التوقعات السابقة بشأن نطاق إنتاج واعتماد السيارات الكهربائية رأساً على عقب. ففي أوائل عام 2021، توقعت شركة “شرودرز”، التي تدير أصولاً بقيمة تقارب تريليون دولار، أن تصل مبيعات السيارات الكهربائية الصينية إلى حوالي 5 ملايين سيارة بحلول نهاية عام 2024 مع حصة سوقية تبلغ 15%. ومع ذلك، فاقت الأرقام التوقعات، إذ تجاوز عدد السيارات الكهربائية الصينية 8 ملايين وحدة بالفعل في عام 2023. وبحلول سبتمبر 2024، وبلغت الحصة السوقية للسيارات الكهربائية الجديدة أكثر من 45%، مع نمو سنوي في المبيعات تجاوز 40%. هذا أسرع بنحو ست سنوات مما كان متوقعاً..
في ظل هذا الزخم، الذي تتصدره الصين، ومع انضمام دول أخرى إلى الصين في تعزيز نمو الإنتاج، ستستمر أسعار البطاريات في الانخفاض، مما يجعل السيارات الكهربائية أقل تكلفة من نظيراتها العاملة بالبنزين، مع توقع الوصول لنقطة تعادل الأسعار خلال 12 شهراً، حتى دون دعم حكومي. ومع تسارع وتيرة الاعتماد على السيارات الكهربائية، تتسارع التوقعات للوصول إلى ذروة الطلب على النفط بحلول عام 2025، مع انخفاض متوقع ومتسارع في الطلب في السنوات التالية.
في عام 2025، ومع وضوح تراجع الطلب على النفط، حيث يُستخدم ثلثا الإنتاج النفطي في البنزين والديزل للسيارات والشاحنات، تتضاءل أهمية أوبك بسرعة. ومع تجاوز بعض الأعضاء حصص الإنتاج لتحقيق أكبر قدر ممكن من الإيرادات وسط انخفاض الطلب العالمي، تدرك الأغلبية أن اللعبة قد انتهت. يؤدي هذا إلى انقسامات داخل المنظمة، مما يدفع بأعضاء رئيسيين إلى الانسحاب.
في ظل هذه التحديات، تندثر أوبك كقوة مؤثرة، حيث يتجه الأعضاء السابقون إلى زيادة إنتاجهم لتحقيق أكبر حصة سوقية ممكنة، مما يؤدي إلى انخفاض كبير في أسعار النفط.
التأثير المحتمل على الأسواق
تشهد أسعار النفط انخفاضاً حاداً، وهو ما يعود بالنفع على شركات الطيران وصناعات الكيماويات والدهانات والإطارات وشركات الشحن والخدمات اللوجستية. ولكن سرعان ما تستقر السوق مع خروج الموردين الأعلى تكلفة، وخاصة منتجي النفط الصخري في أمريكا الشمالية. في الوقت ذاته، تجد شركات تصنيع السيارات اليابانية نفسها في سباق يائس للحاق بالركب مع منافسيها في مجال السيارات الكهربائية.
يُبرز هذا المشهد نقطة تحول رئيسية في سوق الطاقة، حيث تفرض السيارات الكهربائية واقعاً جديداً يدفع إلى إعادة تشكيل خريطة قطاع النقل العالمي والطلب على النفط