أعلنت السلطات الإسبانية ارتفاع حصيلة القتلى إلى 205 أشخاص غالبيتهم في منطقة فالنسيا السياحية، فيما تتواصل عمليات البحث عن مفقودين والإغاثة، بعد أكثر من 48 ساعة على الفيضانات التي اجتاحت منطقة جنوب شرق إسبانيا، مع ترجيح أن يرتفع العدد نظرا إلى عدد المفقودين الكبير على ما أفادت فرق الإنقاذ، لاسيما مدينة فالنسيا وضواحيها، بعد أن اجتاحتها سيول من الوحل بين يومي الثلاثاء والأربعاء.
وقال الجهاز الذي ينسق خدمات الإغاثة في منطقة فالنسيا إنه تأكد مقتل 202 شخص فيها، فيما أفاد مسؤولون في مقاطعتي كاستيا-لا-مانتشا والاندلس بمقتل ثلاثة أشخاص.
ومازالت الكثير من الشوارع مغلقة بسبب تراكم المركبات والحطام، ما أدى في بعض الحالات إلى محاصرة السكان في منازلهم، ومازالت بعض الأماكن بدون كهرباء ولا مياه جارية، ولا اتصالات هاتفية مستقرة.
وهذه الفيضانات هي أسوأ كارثة مرتبطة بعاصفة في أوروبا منذ أكثر من 50 عاماً، ويقول خبراء الأرصاد الجوية إن منسوب الأمطار الذي هطل على أجزاء من بلنسية لمدة ثماني ساعات يوم الثلاثاء يساوي منسوب الأمطار التي تهطل في عام.
وأعادت الأضرار الناجمة عن العاصفة يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، إلى الأذهان عواقب موجات المد العالية( تسونامي)، حيث تم ترك الناجين يلتقطون أشياءهم المتناثرة ، بينما ينعون ذويهم، الذين فقدوا في أخطر كارثة طبيعية، في إسبانيا في الذاكرة الحية.
تسعى فرق الإغاثة للوصول إلى المواقع المتضررة وسط مشهد “كارثي”، وفيما يحاول السكان تنظيف الشوارع التي يكسوها الوحل، شدد رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز على أن “الأولوية” هي العثور على “الضحايا والمفقودين”.
وتشهد منطقة فالنسيا وساحل البحر الأبيض المتوسط الإسباني بشكل عام في فصل الخريف ظاهرة جوية تسمى “غوتا فريا” (“النقطة الباردة”) وهي منخفض جوي منعزل على ارتفاعات عالية يتسبب بهطول أمطار مفاجئة وعنيفة جدا تستمر أحيانا لأيام عدة.