شفاها الله من مرض السرطان

بقلم/ مشاري محمد بن دليلة
كاتب في الشؤون الاجتماعية والثقافية

الله عز وجل منذ خَلْقِه لآدم وإنزاله إلى الأرض أوجد معه الصحة والمرض لحكمة هو يعلمها سبحانه، وأنزل الداء وسهل للبشرية معرفة الدواء. فعلى مر العصور تسابقت البشرية في التطبب واكتشاف الأدوية، ولكن في كل عصر تظهر أمراض لم تكن في الماضي وتختفي أمراض، وكل ذلك بعلم الله. فمهما تقدمت البشرية في الطب فلن تستطيع أن تستوعب كل الأمراض إلا بأمر الله، فتجتهد البشرية في الاكتشاف والتجارب حتى يقدر الله لهم الدواء، ولكن الشافي هو الله، فالله هو يشفي بالدواء ويشفي بالقرآن ويشفي بالدعاء ويشفي بالصدقة وبالأسباب البشرية فلا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، قدرته مطلقة وعلمه قد أحاط بكل شيء.

قد يصيب الإنسان مرض بسيط فيعجز عنه الأطباء فيتوفاه الله، وقد يصيبه مرض ينهك جسده حتى يشارف على الموت فيحييه الله ويشفيه وكأنه لم يمسه ضر. فسننه الكونية والطبيعية هي تجري على البشر ولكن الله يقدر ما هو فوق الطبيعة والعقول البشرية ويشفي شفاءً مطلقًا بدون حساب، وأعطى العباد الطرق المؤدية إليه سبحانه فهو يسمع كل شكوى ويجيب النجوى.

في قصة شفاء عجز عنها الأطباء وسخر الله لها الشفاء من دون أسباب بشرية فهو الشافي الذي يبرئ من المرض ويشفي من الأسقام النفسية والجسدية والروحية، هذه المرأة قد أصيبت بمرض سرطان الدم (اللوكيميا) وهو من الأمراض المستعصية على الأطباء وتنهك المرضى فيضعف الجسد ويذبل من الأدوية والكيماويات والإشعاعات التي يحصل عليها المريض حتى يصل لمرحلة اليأس. وهذه المرأة قد وضعوا لها أجهزة تأخذها معها للمنزل حتى يستقر جسدها من ذلك الصراع، الذي يراها يترحم عليها ويعد لها عدًا ينتظر متى يُصلى عليها فالنظرات من الأطباء والتقارير تفيد بتدهور تلك الحالة.

لكنها كانت قوية بالله توجهت للشافي وانطرحت بين يديه تدعوه وتناجيه. كانت تقرأ في كل يوم سورة البقرة وما أدراك ما سورة البقرة التي ورد عنها في السنة النبوية عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: “اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة”. وكانت تشرب من ماء زمزم الذي ورد فيه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: “ماء زمزم لما شرب له”، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله ﷺ إذا سقى المريض من ماء زمزم قال: اللهم اشفه” [ذكره ابن القيم في زاد المعاد].

وبعد مدة من الشرب من ماء زمزم وقراءة سورة البقرة والالتجاء إلى الله ضاقت نفسُها من تلك الأجهزة التي قد قيدت حركتها فأصبحت لا تنام إلا على ظهرها فذهبت للمستشفى تطلب من الطبيب أن يزيل تلك الأجهزة التي أصبحت مثل السلاسل فطلب منها تحليل الدم لمراقبة حالتها الصحية وبعدها كانت المفاجأة أن قيل لها بأنها قد برأت تمامًا، شفاها الله سبحانه عندما التجأت إليه بعدما كانت في عداد الموتى.

وهذا يدل على أن الإنسان يعلق قلبه بالله ولا ييأس من روح الله فكم رأينا من إنسان قد شارف على الهلاك وعاد إلى الحياة بأمر من الله ، فكثير من الأمراض لا يعرف سببها قد تكون من عين الحاسد التي تدخل الجمل القدر والرجل القبر. فعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي ﷺ قال: “العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا”، وورد في الحلية لأبي نُعيم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “العين تُدخل الرجل القبر، وتُدخل الجمل القدر”.

فلنحذر من تلك العين بالتحصينات الشرعية ولنعلق قلبنا بالله في كشف الضر وندعوه ونحن موقنون بالإجابة، شفا الله كل مريض.

Exit mobile version