يوم مجيد توحدت فيه القلوب
بقلم ـ سعد بن عبدالله الشبانات
نحتفي اليوم برحلة صعود هذا الوطن، ونستذكر بقلوب يملؤها الحب محطاته وانجازاته، ورحلة التطور والنماء، التي بدأها بعزم وإرادة الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، الذي رسم وخطط بنهجه الحكيم وفكره المستنير خارطة طريق لحاضر ومستقبل هذا الوطن، وسار على إثرها من بعده ملوك عظماء كانوا خير خلف لخير سلف، ليكملوا رحلة النماء والتطور في هذا الوطن، حتى باتت بلادنا اليوم أنموذجًا للتقدم والرخاء.
ففي مثل هذا اليوم من عام 1351هـ الموافق 1932م كان توحيد أقطار ممكلتنا الحبيبة وتأسيسها على يدي الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله-، ومنذ تلك اللحظة ومملكتنا على سكة النماء تسير نحو الصعود السريع حتى أصبحت اليوم واحدة من أهم وأسرع البلدان نمواً في العالم.
لقد منَّ الله على هذا الوطن بقيادة رشيدة حكيمة، ملوك عظماء، قيادات لم تدَّخر جهداً لتحقيق الأمان والرفاهية وتقوية أواصر المحبة والتعاون بين أبناء هذا الوطن المبارك، فما ننعم به اليوم في وطننا من منجزات وتنمية مستمرة هو فضل من الله سبحانه وتعالى، ثم ثمرةُ بطولات سطرها المؤسس ومن بعده أبناءه وأحفاده.
واليوم، الجميع يرى بعينية ما تشهده مملكتنا من نقلة نوعيةٍ على كافة الأصعدة، الاقتصادية والسياسية والإجتماعية والصحية وغيرها من المجالات، فالانجازات في مملكتنا تتوالى بلا انقطاع في ظل رؤية طموح يشهد بها العالم، تلك الرؤية التي أطلقها ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله
ونؤكد هنا أن الاحتفاء باليوم الوطني، فرصة عظيمة نحكي فيها لأبنائنا وأحفادنا من الأجيال المتعاقبة شموخ هذا الوطن ورحلة صعوده، وذكرى توحيده على يد الملك المؤسس الذي قام ببناء دولة عظيمة رسخت ركائز وقيم العدل والمساواة وتحكيم الشريعة الإسلامية في جميع شؤونها، حتى أصبحت اليوم قوة إقليمية وعالمية في شتى المجالات والأصعدة، مستقرة بين دول وأطياف العالم، تسير بخطى واثقة نحو المستقبل وتحقيق التطلعات لرؤيتها الطموح.
فالمملكة اليوم تشهد تحولاً عظيماً يتمثل في رؤيتها الطموح ، رؤية السعودية 2030 ، والتي تهدف إلى تنمية الوطن وتعزيز رفاهية المواطن، إنها رؤية أمير الإنجازات، عرَّاب الرؤية، ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- تلك الرؤية التي عززت من مكانة المملكة العربية السعودية إقليمياً وعالمياً، حتى باتت السعودية اليوم تتصدر المؤشرات العالمية في شتى القطاعات والمجالات.
ولقد كان إطلاق ولي العهد لرؤية السعودية 2030، نقطة تحول حقيقية نحو تقدم ونمو ملموس وطموح كبير، ففي ظل رؤية تلك الرؤية الطموح حققت بلادنا الكثير والكثر مما نراه اليوم من إنجازات ملموسة على كافة الأصعدة، واليوم وبعد أن مرت ثمان سنوات على إطلاق الرؤية بدأنا نحصد الكثير من المنجزات والمشاريع العملاقة، التي تمثل نقلة حضارية في تاريخ مملكتنا مثل “مشروع القدية” الذي يهدف لتحويلها إلى مركز عالمي للترفيه والرياضة والثقافة، و”مشروع الرياض آرت” الذي يسهم في تحويل العاصمة إلى معرض فني مفتوح من إبداعات الموهوبين من الفنانين، ويحفز على تطوير الاقتصاد الإبداعي بالمملكة، و”مشروع المسار الرياضي” والذي يهدف إلى رفع تصنيف مدينة الرياض بين نظيراتها من مدن العالم، وتشجيع السكان على ممارسة الرياضة، ومشروع مدينة محمد بن سلمان غير الربحية “مدينة مسك “ كأول مدينة غير ربحية من نوعها في العالم تهدف إلى بناء مجتمع حيوي مستدام جاذب للسكان والزوار، و”مشروع المربع الجديد” والذي يُعيد تعريف أفق مدينة الرياض عبر منطقة حضارية حديثة ومتطورة، ستكون بمثابة بوابة لعالم آخر من الإبهار، ومشاريع نيوم مدينة الخيال “نيوم” والتي تحول ساحل البحر الأحمر في شمال غرب المملكة العربية السعودية إلى مدينة مختلفة لا مثيل لها، حيث تشتمل نيوم على مشاريع عصرية تشكل جزءاً أساسياً منها، هي: ذا لاين، أوكساچون، وتروجينا، وسندالة، وهناك أيضاً مشروع بوابة الدرعية والذي يهدف لاستكشاف أكثر من 600 عام من الثقافة والتاريخ الأصيل، المستمد من التجارب التراثية الفريدة والملهمة، و”مشروع أمالا” تلك الوجهة السياحية الفاخرة التي يتم تطويرها على مساحة تتجاوز 4,000 كيلو متر مربع، على امتداد ساحل البحر الأحمر في شمال غرب المملكة و” مشروع وسط جدة” الذي يحول هذه المدينة السعودية الساحلية إلى وجهة عالمية، من خلال تنميتها ودعم طموحاتها وتقوية اقتصادها، و”مشروع العلا” ، و”مشروع حديقة الملك سلمان”و”مشروع الرياض الخضراء” وغيرها الكثير والكثير من مشاريع التنمية العملاقة
وختاماً، ندعو الله أن يُديم على هذه البلاد عزها واستقرارها، وأن يحفظ قيادتنا الحكيمة وأن يديم علينا تكاتفنا وأفراحنا في ظل عز بلادنا وقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله.