هكذا تعلمت من المدرسة (رسالة لكل معلم ومعلمة)

نبض الحدث ـ بقلم الأستاذ ـ مشاري محمد بن دليلة  ـ كاتب في الشؤون الاجتماعية والثقافية

إن التعلم بشتى مجالاته هو مصدر للقوة في الأوطان وهو الاستثمار الحقيقي في البشر، فبالعلم تسمو الأمة، وتنتشر المعرفة، وتزدهر التنمية ،ونجد بعد توفيق الله عز وجل التطورات الهائلة في المناهج وطرق التدريس حتى أضحى تدريس المواد العلمية أسهل من حيث الاستيعاب والتطبيق والمعرفة ، في يوم جميل مع ابنتي التي تدرس في الصف الرابع بالمرحلة الابتدائية حدثتني عن درس تلقته في المدرسة يتعلق بالمغناطيس بلغة سليمة وفهم عميق كيف أنه يلتصق ويتنافر بشرح ميسر والواضح الذي دل على عمق فهمها لهذه المادة العلمية إنما يدل على حسن التدريس في مدارسنا، فهذا التطور في المناهج وكذلك الكوادر التعليمية المؤهلة بلا شك أسهم بشكل كبير في جعل تدريس العلوم أكثر سهولة ومتعة للمتعلمين.
إن المعارف العلمية هي معارف تراكمية تبدأ مع بداية خروج الطفل من بطن أمه حيث تبدأ رحلة العلم من الأبوين ثم تنتقل للمدارس النظامية، التي تقودها كوادر تعليمية ذات كفاءة عالية الذين اختارهم الله لتعليم الناس ورفع الجهل عنهم فهم من يصنعون الأجيال من أجل مستقبل زاهر فهم سبب بعد الله عز وجل في وضع اللبنات الأساسية لمشوار حياتهم ، إن الكوادر التعليمية هم الأساس في كل المجتمعات، ولايمكن أن تستقيم الحياة إلا بتوفيق من الله ثم بوجودهم فهم غْراس القيم والفضيلة والأخلاق الحميدة وهم زراع العلوم والارتقاء بالفكر وهم مشعلو فتيل الإبداع والابتكار ، وبهم تتقدم الحضارات والأمم ، فهم كالبحر الذي لا ساحل له ، بل هم مثل نسمة الربيع التي تهب على العقول فتحييها علماً ومعرفة ، فهم من صنعوا أجيال أثروا في أوطانهم ورفعوا من شأن شعوبهم وكانوا مصدراً للإلهام ، ولايمكن أن تجد متميزا في وطنه إلا وتجد وراءه معلماً حاذقًا ساهم في نشأته ، فعلى جميع أفراد المجتمع ألا يستهينوا بكوادرنا التعليمية ولا بتلك المهنة الشريفة، الذين يعملون بصمت ولا يكلون ولايملون من أجل تعليم أبنائنا والارتقاء بهم فكرياً وعلمياً ، فهم الأصل في كل شيء وماعداهم هو من آثارهم الجميلة ، فهم ورثة الأنبياء كما قال النبي ﷺ في الحديث 🙁 إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، إنَّما ورَّثوا العلم، فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافر) .
ومما يشار إليه أنه لا يمكن دفع الشرور ومنع الجرائم ولا يمكن ازدهار الأوطان إلا بالعلم ، فقد تكون مهنة التعليم أقل من غيرها في الأجر الدنيوي ولكنها أعظم تأثيراً في الدنيا وأثقل في الميزان الأخروي ، ولهذا نقول لكوادرنا التعليمية أنتم النور الذي يضيء الطريق للآخرين ، و اعلموا علم اليقين أنه بإخلاصكم في العمل والتفاني في التعليم سوف ينعكس ذلك أولاً على أنفسكم وأهل بيتكم وثانياً على مجتمعاتكم ، وأنا من خلال هذا المقال أتقدم بالشكر والامتنان لمدرسة ابنتي الابتدائية بالرياض (104) وأقول لهم نحن نلمس آثار تعليمكم في منازلنا ونرى زرع القيم الإسلامية والهوية الوطنية في بناتنا وانعكس ذلك على أخلاقهم وتربيتهم فقد ساعدتمونا في تربيتهم التربية المستقيمة الحسنة ، فلكم منا جزيل الشكر والامتنان لإدارتكم الموقرة و قيادتها وطواقمها التعليمية والإدارية والخدمية على مايبذلونه من تفانٍ في التعليم والخدمة ومهما كتبنا عنكم فإننا لا نوافيكم حقكم ، وليس لنا من شيء نقدمه لكم سوى الدعاء لكم في ظهر الغيب ، ونوصيكم بالاستمرار في هذا التميز الذي يأتي امتداداً لاهتمام دولتنا المملكة العربية السعودية بالتعليم حيث بذلت الغالي والنفيس من أجل ذلك وهيأت الظروف المناسبة لأبنائنا ، وكل سبل النجاح ومكنتهم من خلال وزارة التعليم ، والرؤية الوطنية 2030 ركزت على التطوير في التعليم على برنامج تنمية القدرات البشرية التي استهدفت بناء رحلة تعليمية متكاملة، تحسين تكافؤ فرص الحصول على التعليم ، تحسين مخرجات التعليم الأساسية ، رفع تراتيب المؤسسات التعليمية ، ضمان المواءمة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل ، فنحمد الله عزوجل على أن هيأ لنا قيادة رشيدة تهتم بخدمة المواطنين والارتقاء المعرفي لعقولهم فنسأل الله أن يديم علينا قادتنا وعلماءنا ومعلمينا وشعبنا وأمننا وإيماننا وأن يبارك في تعليمنا ويرزقنا العلم النافع والعمل الصالح .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى