رحيل ” الطباخ “أيقونة العمل التربوي الكشفي السعودي
نبض الحدث ـ مقال بقلم✍️ الأستاذ / مبارك الدوسري
ببالغ الأسى والحزن وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تلقينا يوم الأحد 20 شعبان 1444 هـ الموافق 12 مارس 2023 م نبأ وفاة الرائد الكشفي عبدالعزيز بن عبدالله بن أحمد طباخ، عقب معاناة طويلة مع المرض، وبعد أن كرس أقصى طاقاته وجهوده في العمل التربوي عندما كان على رأس العمل الوظيفي في الإدارة العامة للتعليم بالمدينة المنورة، أو العمل الكشفي التطوعي الذي عمل به من عمر مبكر حتى أصبح أحد أقطاب الكشافة السعودية في فترة زمنية خلت حقق فيها نجاحات متعددة ومن أهمها تنفيذ البرامج التربوية خلال معسكرات الخدمة العامة التي تقيمها جمعية الكشافة العربية السعودية لخدمة حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة ،وزوار المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة حيث تولى عدة مرات قيادة المعسكرات الكشفية في مشعري منى وعرفات ومعسكر الخدمة العامة بالمدينة المنورة.
لقد كنت من القيادات الكشفية المحظوظة التي عملت معه او تحت قيادته حيث كان رحمه الله مدرسة في التربية والعطاء والتفاني فقد جمعنا العمل في معسكر منى العام ، ومعسكر عرفات العام ، وتشاركنا في ندوة استراتيجية الحركة الكشفية بالرياض عام 1410هـ، وأمام ذكريات تلك المناسبات معه رحمه الله أجد نفسي عاجزاً عن الكتابة عن تلك القامة السامقة فمهما أوتيت من معرفة بالكلمات التي تضمها قواميس اللغة العربية فلن أستطع اختيار وانتقاء الملائم والمناسب من الجُمل للحديث عن ذلك التربوي الكشفي وجمع انجازاته في سطور سيسقط هول الصدمة الكثير منها.
لم يكن عبدالعزيز طباخ رحمه الله قائداً كشفياً تربويا فحسب، بل كان أيضا شخصية محبوبة من الجميع، وصاحب رأي راشد وسديد وكلمة مسموعة من القيادات الكشفية التي تعمل معه، رغم تحليه بالحزم وتطبيق التقاليد الكشفية التي كان هو أول الملتزمين بها، كما كان يتصف بمهارات إنسانية كبيرة شهدت جزء منها خلال معسكرات الحج.
لقد كان رحمه الله مثالا للقائد الكشفي المسؤول المخلص، بفقده تفقد الكشافة السعودية شخصية عرفت بالعطاء والوفاء، حقق لكشافة المدينة المنورة الكثير من المنجزات، كما كان خير ممثلاً للكشافة السعودية وهو يمثلها في القاهرة وسلطنة عمان وقطر وتركيا والامارات العربية المتحدة والسودان.
سوف تبقى كلماتك أستاذي أبوسعود تنير درب الأجيال، وستبقى محفورة في وجداننا نحن زملائك، سنبقى نتذكرك ولن ننساك أبداً، فسنظل نراك في مبادئك، وفي حضورك ، وإرثك التربوي الكشفي التطوعي فالكبار أمثالكم لا يموتون أرثهم باق ، صحيح أنك رحلت جسداً ، لكنك باق في القلب وبصماتك شاهدة على ما بذلت وما قدمت.
رحمك الله رحمة واسعة وأجزل لك المثوبة على ما قدمت لوطنك وللكشافة “إنا لله وإنا إليه راجعون”.