رئاسة مؤتمر الأطراف السادس عشر: قيادة عالمية لتعزيز الإدارة المستدامة للأراضي والتصدي لتحديات الجفاف

نبض الحدث ـ أحمد بن عبدالقادر
أكدت رئاسة الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD COP16)، التي تتولاها المملكة العربية السعودية، على أهمية تكثيف الجهود الدولية لمواجهة تحديات الجفاف وتدهور الأراضي. جاء ذلك خلال الجلسة الرفيعة المستوى التي عقدت تحت عنوان “تسريع العمل العالمي من الرياض إلى أولان باتور” على هامش اجتماعات الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والتي جمعت وزراء وكبار الشخصيات وخبراء دوليين – من بينهم أحد الحائزين على جائزة نوبل – وممثلين عن هيئات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية، والشعوب الأصلية، والقطاعات الخاصة والتمويلية.
وشمل البرنامج كلمات افتتاحية من كبار المسؤولين الدوليين أعقبها كلمة رئيسية تناولت دور الأراضي السليمة والقدرة على مواجهة الجفاف كمرتكزات أساسية للاستقرار والازدهار، وتناولت اهمية الأراضي كعنصر اساسي لدعم الحياة على كوكب الأرض والآثار الجسيمة لتدهور الأراضي على الامن الغذائي والمائي والتنوع الاحيائي والتكيف مع التغير المناخي والرفاه الاجتماعي، كما تناولت إجراءات الحد من اثار الجفاف وتطرقت الى مبادرات نوعية في مقدمتها شراكة الرياض العالمية لمواجهة الجفاف.
كما تضمن البرنامج نقاشاً ثرياً من خلال جلستين رئيسيتين؛ الأولى خصصت للتمويل المبتكر لمواجهة الجفاف بمشاركة نخبة من الاقتصاديين وقادة المؤسسات المالية الدولية، والثانية ركزت على تسريع العمل في مجال إعادة تأهيل الأراضي مع إبراز دور الإدارة المستدامة للمراعي في تعزيز سبل العيش والأمن الغذائي والمائي، واختتمت الجلسة بكلمات ختامية من كبار مسؤولي الأمم المتحدة الذين شددوا على أهمية مواصلة الزخم وضمان انتقال الالتزامات التي أُطلقت في الرياض إلى أولان باتور خلال مؤتمر الأطراف السابع عشر (COP17) عام 2026.
وأكد المشاركون أن هذه الفعالية شكلت محطة محورية لتجديد الالتزام السياسي العالمي تجاه قضية تدهور الأراضي والجفاف باعتبارها تحدياً إنمائياً وبيئياً واقتصادياً شاملاً، ولإبراز الحلول والآليات التمويلية الجديدة التي تمثل أدوات عملية لمعالجة مخاطر تدهور الأراضي والجفاف، ولتعزيز الشراكات الممتدة بين رئاستي مؤتمري الأطراف السادس عشر والسابع عشر لضمان استدامة الجهود على المدى الطويل.
وتمضي رئاسة مؤتمر الأطراف السادس عشر (COP16)، بقيادة المملكة العربية السعودية، في رسم خارطة الطريق والحفاظ على الزخم وانتقال الالتزامات من الرياض إلى أولان باتور التي ستستضيف الدورة السابعة عشرة لمؤتمر الأطراف (COP17) في عام 2026 في خطوة استشرافية تهدف إلى تعزيز الإدارة المستدامة للأراضي، وحماية الأمن الغذائي والمائي، ودعم المرونة العالمية لصالح الأجيال القادمة.