الفكرة كالخلية

بقلم ــ أفراح مؤذنه
الفكرة، مثل الخلية، تبدأ صغيرة، غير مرئية تقريبًا للعين المجردة، لكنها تحمل في داخلها نواة المعنى وبذرة التكوين. قد تكون جامدة في البداية، كخلية ساكنة، حتى يأتي محفّز الحياة — لحظة الإلهام، أو شرارة السؤال، أو لمسة التجربة — فتبدأ في الانقسام والنمو.
كما أن الخلية تتضاعف لتشكّل نسيجًا ثم عضوًا ثم جسدًا كاملًا، فإن الفكرة تتكاثر بالتأمل، وتتشابك بخيوط الأفكار الأخرى، لتكوّن شبكة فكرية حيّة، قادرة على تحريك الوعي أو حتى تغيير العالم.
لكن الخلايا، مثل الأفكار، قد تصاب بالتحلل أو تتحوّر إلى ما يضرّ الجسد. الفكرة أيضًا قد تنحرف عن مسارها، تتحوّل إلى وهم أو أداة قمع إذا لم تُغذَّ بالمعرفة والصدق.
إذن، الفكرة الحيّة تحتاج إلى بيئة صالحة — عقلًا منفتحًا، وقلبًا يقظًا، وتجربة تغذيها — لتستمر في النمو الصحي. أما الفكرة المحبوسة أو المعزولة، فإنها تموت بصمت، كما تموت الخلية بلا غذاء ولا تواصل.
وفي الختام..
الفكرة كالخلية، إمّا أن تتكاثر لتبني حياة، أو تتحلل لتترك فراغًا.