cccccccccccccccccccccccccccccccccccccccccccccccc cccccccccccccccccccccccccccccc

“الدارة” تسلّط الضوء على المجموعات الوثائقية الشخصية بين التجربة الفردية والذاكرة المجتمعية

سلّطت دارة الملك عبدالعزيز خلال جلسة حوارية ضمن مبادرة “وثائق الدارة” الضوء على أهمية المجموعات الوثائقية الشخصية بوصفها أحد المصادر التاريخية والثقافية البارزة في توثيق التجربة الفردية، وعكس ملامح السياق الاجتماعي والسياسي والفكري للعصور المختلفة.

واستضافت الدارة في الجلسة التي أدارها الدكتور محمد بن عبدالعزيز الفيصل أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر الدكتور محمد بن علي السكاكر، الذي استعرض الدور المحوري للوثائق الشخصية من رسائل ومذكرات وغيرها في حفظ الذاكرة الفردية والمجتمعية، وإثراء السرديات التاريخية، وتوفير مادة خام للباحثين تسهم في إعادة قراءة الماضي من منظور متعدد الأبعاد.

وتناول اللقاء عدة محاور شملت: دور المجموعات الشخصية في توثيق التجربة الفردية، والوثيقة الشخصية، ومحددات القراءة والتفسير، وعلاقة الوثائق بالمجتمع، إضافة إلى المجموعات الشخصية في أرشيف الدارة.

وأوضح السكاكر أن المجموعات الشخصية تمثل مصدرًا غنيًا للتاريخ الاجتماعي والثقافي، حيث تعكس التفاعل الشخصي لأصحابها مع بيئتهم، وتبرز القيم والممارسات والتقاليد السائدة في عصرهم، كما توفّر شواهد مباشرة على الحياة اليومية، والعلاقات الاجتماعية والبنى الثقافية.

وأكد أن هذه الوثائق بما تحمله من تلقائية وابتعاد عن الطابع الرسمي تمنح الباحثين رؤى جديدة ومتكاملة لدراسة التاريخ.

كما أشار إلى أن قراءة الوثائق الشخصية وتفسيرها تتطلب وعيًا بالمحددات المنهجية والمعرفية، وفي مقدمتها السياق التاريخي والسياسي والاجتماعي الذي نشأت فيه، مع مراعاة منظور المؤلف أو صاحب الوثيقة وخلفية الباحث نفسه، لتجنّب التحيز وضمان القراءة التفسيرية المتوازنة.

وتطرقت الجلسة إلى أهمية ربط الوثائق بسياقها التاريخي لفهم معانيها ودلالاتها، ودور اللغة والأسلوب في تشكيل مضمونها، إلى جانب أثر صوت صاحب الوثيقة في توجيه القارئ نحو معانٍ أو رموز معينة، مشيرة إلى أن الوثائق الشخصية تمثل جزءًا من منظومة اجتماعية وثقافية أوسع، ولا ينبغي التعامل معها بوصفها حكمًا مطلقًا على المجتمع.

وفي المحور الأخير استعرضت الجلسة جهود دارة الملك عبدالعزيز في حفظ المجموعات الشخصية وأرشفتها، من خلال بيئة آمنة وتقنيات حديثة للتعقيم والحفظ والرقمنة والفهرسة، إلى جانب مبادرة “وثائق الدارة” التي تهدف إلى إتاحة مجموعة مختارة من الوثائق التاريخية ذات القيمة؛ لتعزيز الوعي الوطني وربط الأجيال الجديدة بجذورهم التاريخية في مجالات السياسة، والاقتصاد، والمجتمع، والثقافة، والمعرفة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى