cccccccccccccccccccccccccccccccccccccccccccccccc cccccccccccccccccccccccccccccc

صدمة الرسوم الجمركية تدفع عقود الذهب الآجلة إلى الارتفاع والكلمة الأخيرة للسوق الفوري

نبض الحدث ـ متابعات

قال أولي هانسن -رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك :

قفزت عقود الذهب الآجلة في بورصة “كومكس” في نيويورك بشكل حاد خلال الليل مقارنةً بسعر الذهب الفوري في لندن، بعد أن أشار تقرير في صحيفة “فاينانشال تايمز” إلى أن الولايات المتحدة قررت – خلافاً للتوقعات – فرض رسوم جمركية على واردات السبائك بوزن 1 كغ و100 أونصة، ما وجّه ضربة جديدة لسويسرا، أكبر مركز تكرير في العالم. تُعد السبائك بوزن 1 كغ الشكل الأكثر تداولاً واعتماداً في الخزائن الخاضعة لرقابة بورصة “كومكس”، وتلعب سويسرا دور مركز التكرير الوسيط بين سوق السبائك في لندن، الذي يتداول عادةً سبائك بوزن 400 أونصة (12.44 كغ)، والأحجام الأصغر المتداولة والمعتمدة في السوق الأمريكية.

يجدر بالذكر أن السوق الآجل الأمريكي غالباً ما يُستخدم من قبل البنوك المتعاملة بالسبائك حول العالم كأداة تحوّط عالية السيولة على مدار الساعة للمعاملات في سوق السبائك الفعلي. وهذا هو السبب الرئيسي وراء اتساع الفارق – الذي ينعكس في ما يُعرف بـ “التسليم مقابل النقد” (Exchange for Physical – EFP) – بشكل حاد، حيث تتعرض المراكز البيعية القصيرة، التي كانت مخصصة أصلاً للتحوط، لانفجارات سعرية مفاجئة. وعلى المدى القصير، كان المحرك الرئيسي هو تغطية المراكز البيعية، وبمجرد اكتمال ذلك قد ينكمش هذا الفارق قليلاً.

شهدنا اضطرابات مماثلة خلال جائحة كوفيد، عندما تعطلت سلسلة الإمداد عبر الأطلسي للسبائك لفترة وجيزة، ومرة أخرى في وقت سابق من هذا العام وسط تكهنات بأن رسوم الرئيس ترامب الجمركية قد تشمل المعادن الثمينة. وفي الوقت الراهن، من المفيد مراقبة ما إذا كان سينشأ “لحظة تاكو” (TACO moment) أخرى، وإذا لم يحدث ذلك، فقد يضطر الفارق إلى الاستقرار عند مستوى جديد يعكس المشهد الجمركي الراهن.

وبالتوازي مع ما حدث مؤخراً في سوق النحاس في نيويورك، تثير هذه التطورات تساؤلات جدية حول قدرة الأسواق الآجلة في نيويورك على توفير بيئة تداول مستقرة وموثوقة تتيح أفضل آلية لاكتشاف الأسعار – وهي قدرة تبدو متزايداً عرضة للتأثر بسياسات ترامب الجمركية المتقلبة.

سجل عقد ديسمبر (GCZ5)، وهو العقد الرئيسي المتداول في بورصة “كومكس”، مستوى قياسي جديد خلال الليل عند 3,534 دولار أمريكي، مع اتساع الفارق فوق السعر الفوري في لندن إلى أكثر من 100 دولار، مقارنةً بنحو 40 دولاراً في مثل هذا الوقت من الأسبوع الماضي. وتؤكد هذه التطورات – في الوقت الراهن – مكانة سعر الذهب الفوري في لندن (XAUUSD) باعتباره المرجع الأكثر موثوقية لتحديد القيمة الحقيقية للذهب. ولا ينبغي الاعتماد على الاختراقات الفنية في السوق الآجلة، إذ إن حركة الأسعار هناك باتت رهينة لتقلبات مؤشر EFP. الأهم هو ما يفعله السعر الفوري، والذي ما يزال محصوراً ضمن نطاق منذ أبريل، مع ضرورة اختراق مستوى 3,450 دولار لتغيير هذا الاتجاه.

كما حصل كل من الفضة والبلاتين على دعم في مطلع الشهر من خلال قفزة في أسعار النحاس عالي الجودة في نيويورك، والتي بلغت مستوى قياسياً قدره 5.8955 دولار للرطل في 8 يوليو، وذلك عقب إعلان مفاجئ من الرئيس ترامب عن نيته فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات النحاس – أي ضعف ما كانت الأسواق قد سعّرت سابقاً. هذا التصريح دفع الفارق فوق سعر النحاس في بورصة لندن للمعادن (LME) إلى مستوى قياسي بلغ 34%، ما أشعل موجة شحنات عاجلة للنحاس إلى الولايات المتحدة قبل حلول الموعد النهائي.

إلا أن هذه التجارة انهارت الأسبوع الماضي، حين أعلن ترامب بشكل مفاجئ أن النحاس المكرر – المتداول في البورصات الآجلة – سيُستثنى من الرسوم الجمركية حتى يناير 2027 على الأقل. وقد انهار الفارق في نيويورك خلال دقائق، تاركاً المتداولين يواجهون خسائر، ومستودعات الولايات المتحدة ممتلئة بمخزونات النحاس عند أعلى مستوى لها منذ 21 عاماً. ومع توقع توقف الواردات، قد تنخفض الأسعار الأمريكية الآن دون المعايير العالمية لتصريف الفائض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى