cccccccccccccccccccccccccccccccccccccccccccccccc cccccccccccccccccccccccccccccc

تباين أداء الأسواق العالمية وسط ضغوط التضخم وتجدد التوترات التجارية

فيجاي فاليشا، الرئيس التنفيذي للاستثمار في “سينشري فاينانشال”

الأسواق الأمريكية

سجلت المؤشرات الأمريكية مستويات قياسية خلال الجلسة، قبل أن تنهي التداولات على تراجعات طفيفة. فقد أغلق مؤشر ستنادرد آند بورز 500 منخفضاً بنسبة 0.57%، بينما أنهى مؤشر ناسداك 100 الجلسة على استقرار نسبي بانخفاض طفيف قدره 0.06% يوم الثلاثاء. جاء ذلك على الرغم من المكاسب المبكرة التي قادها قطاع التكنولوجيا، إذ ارتفعت أسهم إنفيديا بنحو 4% إثر تقارير عن استئناف مبيعات الرقائق إلى الصين.

 وخلال الجلسة الآسيوية صباح الأربعاء، تراجع كلا المؤشرين بنسبة تقارب 0.07%، مع تفاعل الأسواق مع تقارير التضخم الأمريكية المتباينة. فرغم أن مؤشرَي أسعار المستهلكين الأساسي والعام سجلا ارتفاعاً في يونيو مقارنة بشهر مايو، إلا أن التضخم العام جاء أعلى من توقعات السوق، في حين جاء التضخم الأساسي دون التقديرات.

 وقد يُعد هذا الارتفاع إشارة إلى بدء انعكاس تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الأسعار، ما يعزز نهج الفيدرالي القائم على “الترقب والتقييم” قبل اتخاذ قرار بشأن سعر الفائدة المناسب.

من الناحية الفنية، شكّل مؤشر S&P 500 شمعة هبوطية يوم الثلاثاء، بعد أن كسر أسفل متوسط الحركة البسيط لـ9 أيام على الرسم البياني اليومي، ما يشير إلى ضعف هيكلي في حركة المؤشر خلال جلسة اليوم. وقد جاء هذا الانعكاس بعد اختبار مستوى مقاومة بالقرب من الحد الأعلى للنطاق السعري بين 6,220 و6,300 نقطة، وهو النطاق الذي يتحرك فيه المؤشر منذ مطلع يونيو. وقد يؤدي كسر مستوى 6,220 إلى تأكيد إضافي على الاتجاه الهابط، مع وجود دعم تالي قرب 6,200–6,205.

 أما مؤشر Nasdaq 100 فقد شكّل شمعة “النجم الساقط” (shooting star) بعد بلوغه أعلى مستوى تاريخي له، ما قد يُنذر بانعكاس قصير المدى.

مؤشر الدولار

 تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.15% اليوم، ويتداول حالياً عند مستوى 98.5.

من الناحية الأساسية، يستمد الدولار قوته من ارتفاع عوائد السندات الأمريكية، حيث يبلغ العائد على سندات العشر سنوات حالياً 4.48% بعد أن اخترق مقاومة 4.45% يوم أمس. ويُعزى هذا الارتفاع في الدولار إلى بيانات مؤشر أسعار المستهلكين التي فاقت التوقعات، إذ بلغ تضخم يونيو 2.7% مقارنة بتوقعات السوق عند 2.6%.

من الناحية الفنية، وكما أُشير سابقاً، فإن تشكيل نمط “الابتلاع الصعودي” الأسبوع الماضي، والذي سبقه شمعة “المطرقة” عند مستوى دعم يمتد لعدة سنوات، يعزز النظرة الصعودية للمؤشر. وعلى المدى اليومي، كسر المؤشر مقاومة 98.2، مما يدعم الزخم الصعودي مع استهداف مستوى 99.36، فيما تبقى منطقة 98.2 مستوى دعم رئيسي.

النفط الخام

 واصل خام برنت مكاسبه التدريجية خلال يوليو، بعد أن سجل مكاسب شهرية متتالية في مايو ويونيو. ومن اللافت أن المخزونات العالمية الإجمالية ارتفعت بوتيرة سريعة بلغت نحو 235 مليون برميل خلال الأشهر الخمسة حتى نهاية يونيو، إلا أن 10% فقط من هذه الزيادة سُجلت في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، التي تُعد محورية في تحديد الأسعار. وقد ساهم هذا العامل، إلى جانب الطلب الموسمي، في دعم أسعار النفط.

على المدى الطويل، من المتوقع أن تواجه أسواق النفط فائضاً في المعروض، مع تراجع الطلب على الطاقة بسبب الحروب التجارية التي أطلقها ترامب، بالتزامن مع زيادة في الإمدادات العالمية.

 لكن على المدى القريب، لا يزال فرق السعر الفوري لخام برنت في حالة “التراجع السعري” (backwardation) بأكثر من 90 سنتاً للبرميل، ما يعني أن المتداولين يدفعون علاوة للحصول على الإمدادات الفورية، وهو مؤشر على تشدد في المعروض القريب الأجل. ومع اقتراب نهاية موسم الطلب الصيفي، قد يظهر فائض كبير، لكن حتى ذلك الحين، فإن هذا الشح المؤقت يرفع الحد الأدنى للأسعار.

ارتفع خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بنسبة 0.28% خلال اليوم ليصل إلى 66.96 دولاراً للبرميل، مدعوماً بمستوى دعم قوي عند 64.27 دولاراً، والذي يتلاقى عنده متوسطات الحركة لـ50 و100 يوم، إضافة إلى مؤشر الاتجاه العام (super trend) على الرسم البياني اليومي.

يتطلب استمرار الصعود اختراق مستوى 69.64، وهو أعلى مستوى سجله يوم الإثنين.

أما خام برنت، فارتفع بنسبة 0.2% إلى 69.03 دولاراً، مدعوماً عند مستوى 66.85 دولاراً، حيث يلتقي متوسطا الحركة لـ50 و100 يوم. واختراق مستوى 71.52، وهو أعلى مستوى ليومي الإثنين، قد يمهد لمزيد من المكاسب.

الذهب

 ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 0.39% يوم الأربعاء، بعد أن سجلت تراجعاً في الجلسة السابقة. وجاء هذا الارتداد مدفوعاً بطلب الملاذ الآمن وسط تصاعد القلق من التضخم واستمرار حالة عدم اليقين المرتبطة بالتجارة العالمية.

ظل المستثمرون حذرين بسبب الغموض المحيط بإمكانية فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوماً جمركية على قطاعي الأدوية وأشباه الموصلات، والتي قد تدخل حيّز التنفيذ بحلول 1 أغسطس، ما عزز الإقبال على الذهب كملاذ آمن.

وعلاوة على ذلك، دفع ترجيح أن يبقي الفيدرالي أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، في ضوء بيانات التضخم المتباينة، إلى موجة من العزوف عن المخاطرة وتحول التدفقات نحو الذهب.

ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي بنسبة 0.3% في يونيو، وهي أكبر زيادة في خمسة أشهر، ليرتفع المعدل السنوي إلى 2.7% من 2.4% في مايو.

في المقابل، ارتفع المعدل السنوي لمؤشر الأسعار الأساسي (باستثناء الغذاء والطاقة) إلى 2.9% من 2.8%، لكنه جاء دون التوقعات على أساس شهري.

ومع ذلك، قد يبقى الصعود محدوداً إذا استمرت الفائدة المرتفعة لفترة أطول.

تتجه الأنظار الآن إلى تقرير أسعار المنتجين (PPI) للحصول على مزيد من المؤشرات حول حالة الاقتصاد ومسار السياسة النقدية للفيدرالي.

فنياً، يتداول الذهب أعلى من متوسط الحركة لـ9 أيام، وارتد من مستوى دعم مهم عند متوسط الـ50 يوم البالغ 3,323.3 دولاراً.

مستويات المقاومة الرئيسية تبقى عند 3,350 دولاراً، وهو مستوى الاختراق السابق، يتبعه مستوى 3,365 على الرسم البياني لـ4 ساعات.

الدعم القوي يتمثل عند 3,320 دولاراً، وهو أدنى مستوى في جلسة الأمس، يليه 3,309 دولاراً، وهو مستوى يلتقي فيه خط الاتجاه الصاعد الذي يربط قيعان 30 يونيو و9 يوليو. كسر هذه المستويات قد يعزز التوجهات البيعية على الذهب.

العملات الرقمية

استقرت عملة البيتكوين قرب مستوى 118,000 دولار يوم الأربعاء، مع قيام المتداولين بإعادة تقييم الاتجاه الصاعد الأخير والتغيرات في الديناميكيات المؤسسية.

وكانت أكبر عملة رقمية في العالم قد ارتفعت بنسبة 1.99% لتصل إلى 118,800 دولار.

في المقابل، قفزت الإيثريوم بأكثر من 6% إلى 3,144 دولاراً، لتقود مكاسب العملات البديلة الكبرى.

ويرى مراقبون أن هذا التوقف في الزخم جاء بعد ارتفاع قوي بنحو 33% خلال الشهر الماضي، ما دفع المستثمرين إلى جني الأرباح.

وتراجعت البيتكوين بنسبة تقارب 5% لتتداول بالقرب من 118,000 دولار، بينما شهدت الإيثريوم عمليات تصفية إجبارية بلغت 113 مليون دولار، لكنها أظهرت صموداً في ظل موجة من التفاؤل المتزايد.

وتستمر الإيثريوم في جذب اهتمام المستثمرين، حيث جددت شركة EMJ Capital توقعاتها بأن تصل الإيثريوم إلى 10,000 دولار خلال هذه الدورة، مدفوعة بموافقات محتملة لصناديق استثمارية مرتبطة بالـ staking، ونموذج العرض الانكماشي، وزيادة الطلب المؤسسي.

ولا يزال الاتجاه الصاعد للبيتكوين قائماً رغم التراجعات الأخيرة، والتي تُعد بمثابة فترات صحية من التماسك.

 الطلب المؤسسي القوي والتقدم في التشريعات التنظيمية يدعمان الرؤية الصعودية طويلة الأجل.

 ويُتوقع أن تواصل البيتكوين التماسك فوق مستوى 117,000 دولار قبل محاولة اختراق مستويات 125,000–127,000 دولار.

 وتبقى صدمات المعروض بعد عملية التنصيف (halving)، وخفض الفائدة المحتمل من الفيدرالي، والتقدم التنظيمي، من أبرز المحفزات الصعودية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى