ارتفاع مؤشري سوق دبي المالي وأبوظبي للأوراق المالية تماشياً مع مكاسب السوق الأمريكية
قبل أسبوع واحد فقط، كانت الأسواق تمر بحالة من الضبابية مع قلق المستثمرين من تداعيات التوترات الجيوسياسية المتصاعدة – ولكن كما هو معتاد في عام 2025، حافظ المستثمرون على ثباتهم. ووفقًا لما ذكره جوش غيلبرت، محلل الأسواق لدى eToro، فقد ساد الهدوء من جديد وعادت الثقة إلى الأسواق، حيث سجل مؤشرا S&P 500 وناسداك مستويات قياسية جديدة. وعلى الصعيد الإقليمي، اخترق سوق دبي المالي مستويات جديدة، فيما ارتفع مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية بأكثر من 2% في موجة ارتياح، في انعكاس واضح لصمود الأسواق العالمية. شهدنا حتى الآن خلال هذا العام تدفقات بلغت 165 مليار دولار أمريكي إلى صناديق الأسهم الأمريكية، ما يضعها على الطريق لتحقيق ثالث أكبر إجمالي سنوي في تاريخها. ويُعد ذلك دلالة واضحة على استمرار ثقة المستثمرين في الأسهم رغم المخاطر المتزايدة، كما لم تكن الإمارات العربية المتحدة استثناءً، إذ شهدت بورصتا دبي وأبوظبي نشاطاً متجدداً وتحسناً في المعنويات الاستثمارية. وتنتظر الأسواق اختبارات كبيرة قادمة. حيث ينطلق موسم أرباح الربع الثاني خلال الأسبوع المقبل، كما تقترب فترة إعلان الأرباح في سوق الأسهم الأسترالية (ASX)، ويقترب كذلك الموعد النهائي للرسوم الجمركية المحتملة من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال الأيام العشرة المقبلة – وهو ما يمثل طبقة إضافية من عدم اليقين قد تؤثر على معنويات المستثمرين وتختبر استمرارية هذا الصعود في الأسواق. وعلى الرغم من الهدوء النسبي في جدول الأرباح هذا الأسبوع، تتجه أنظار المستثمرين إلى أرقام تسليم السيارات، حيث تستحوذ تحديثات تسليم سيارات تسلا للربع الثاني على اهتمام خاص يوم الأربعاء. تُعد هذه اللحظة محورية بالنسبة لتسلا، خاصة أن سهم الشركة تراجع بنسبة 15% منذ بداية العام، وأي نتائج دون التوقعات قد تزيد من قلق المستثمرين. أما على صعيد السياسة النقدية، فقد جاءت قراءة مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) يوم الجمعة الماضي لتعزز التوقعات بإبقاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير حتى منتصف العام. ولكن للحفاظ على الزخم الإيجابي في أسواق الأسهم الأمريكية، ستكون هناك حاجة لموسم أرباح مطمئن واستمرار قوة إنفاق المستهلكين مع دخولنا النصف الثاني من العام. ويتوقع أن تنمو أرباح مؤشر S&P 500 بنسبة 2.8% خلال الربع الثاني – وهي أبطأ وتيرة نمو منذ عامين – وهو ما قد يسلط الضوء مجدداً على مدى ارتفاع التقييمات الحالية.
