قمة الزراعة المتجددة 2025 في الشرق الأوسط تختتم أعمالها بتعهدات لتعزيز الحلول الطبيعية لأمن الغذاء المناخي

برعاية كريمة من وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية، اختتمت القمة الأولى للزراعة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا أعمالها بنجاح، مؤكدة على الالتزام بتوسيع نطاق الحلول القائمة على الطبيعة لتعزيز أنظمة غذائية قادرة على الصمود أمام تغيرات المناخ. نظمت هذه القمة، التي تُعد الأولى من نوعها في المنطقة، من قبل مبادرة الزراعة المتجددة التابعة لـ”غومبوك”، وجمعت أكثر من 150 مشاركًا يمثلون صناع السياسات، الأكاديميين، المبتكرين، المستثمرين، وممثلي المجتمع المدني من المنطقة وحول العالم. كان الهدف الأساسي هو رسم مسار موحد نحو أنظمة غذائية مستدامة وتجديدية.
بالشراكة مع جهات رائدة مثل HSBC، البنك السعودي الأول، معهد التكنولوجيا الأوروبي للأغذية (EIT Food)، فريق المبعوثين رفيعي المستوى لتغير المناخ التابع للأمم المتحدة، والتحالف السعودي لتقنيات الزراعة والغذاء، أطلقت القمة دعوة قوية للعمل على توسيع نطاق الزراعة المتجددة في المنطقة.
تحت شعار “استصلاح التربة كرأس مال: أنظمة غذائية متجددة وحلول قائمة على الطبيعة”، شهد الحدث الذي استمر ليوم كامل سلسلة من الكلمات الرئيسية رفيعة المستوى، وجلسات حوارية قادها خبراء، بالإضافة إلى مشاورات إقليمية ونهائيات عروض تقديمية. وتم خلال القمة الإعلان عن الفائزين الثلاثة في برنامج غومبوك لمشاريع الزراعة المتجددة، الذين قدموا ابتكارات علمية وبحثية مصممة لإحداث تحول في أنظمة الغذاء.
كلمات رئيسية وتأكيدات على أهمية المبادرة
علق الدكتور زياد الزيادي، المدير العام للشراكات وبناء القدرات بوزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية، قائلاً: “لقد كان شرفًا كبيرًا للوزارة رعاية هذه القمة المتميزة بجودة النقاشات، تنوع المشاركين، وجدول الأعمال الذي ركز على الحلول، مما خلق منصة فعالة للتعاون.” وأضاف الزيادي أنه استمتع بالمشاركة في الجلسات المغلقة التي استكشفت مناهج مبتكرة لتحسين صحة التربة وتحويل نظام الغذاء وتبني ممارسات متجددة تتناسب مع تحديات المناخ في المنطقة. كما أكدت الوزارة على استعراض أبرز المبادرات الوطنية التي تدعم التحول نحو أنظمة زراعية مستدامة في المملكة، مع التطلع إلى مواصلة هذا الزخم وبناء شراكات أقوى.
من جانبه، صرح المهندس راكان العتيبي، مدير أمانة التحالف السعودي لتقنيات الزراعة والغذاء: “تشرفنا بالانضمام إلى هذه القمة الرائدة كشريك مؤثر، وهي خطوة محورية نحو إعادة تصور مستقبل الزراعة في واحدة من أكثر مناطق العالم تحديًا.” وأكد العتيبي أن القمة لم تكن مجرد فعالية، بل كانت بمثابة نداء جماعي للتحرك، جمعت القادة والمبدعين وصناع التغيير لصياغة حلول حقيقية تعزز القدرة على التكيف مع التغير المناخي وتحقيق الأمن الغذائي وتجديد النظم البيئية. وشدد على إيمان التحالف بأن القيادة الحقيقية تعني بناء جسور التواصل بين القطاعات ورعاية الابتكار وتمكين المجتمعات، معربًا عن فخرهم بالمساهمة في منصة تجسد هذه القيم وتشكل نموذجًا ملهمًا للتعاون المستقبلي.
أبرز محطات القمة: قيادة، ابتكار، ونتائج ملموسة
-
رعاية ملكية وقيادة إقليمية: افتتحت القمة بكلمات من صاحبة السمو الملكي الأميرة مشاعل آل شعلان وصاحبة السمو الملكي الأميرة نورة بنت تركي آل سعود، المؤسستين الشريكتين لمجموعة أيون، حيث ركزتا على الدور المحوري للقيادة الإقليمية في تعزيز الاستراتيجيات الإيجابية للطبيعة.
-
جلسات نقاش رفيعة المستوى: تناولت الندوات مواضيع ملحة مثل أطر السياسات الداعمة، توسيع نطاق الابتكار، تفعيل آليات التمويل، واستعراض النماذج الناجحة في الزراعة المتجددة. شارك في هذه الجلسات خبراء من مؤسسات عالمية مرموقة مثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية (CGIAR)، جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، مؤسسة إي آي تي فود، ومؤسسة Earthna التابعة لمؤسسة قطر.
-
عرض الابتكارات الرائدة: تم تسليط الضوء على 20 حلاً مبتكرًا من برنامج المشاريع الزراعية المتجددة من غومبوك (دفعة 2024/2025)، وقدم خمسة متأهلين نهائيين مشاريعهم على المسرح.
-
تكريم الفائزين: حصل الفائزون الثلاثة الأوائل في برنامج غومبوك لمشاريع الزراعة المتجددة على منحة مالية قدرها 20 ألف دولار لكل منهم، بالإضافة إلى الإرشاد المهني وفرص لتبني مشاريعهم ودعم إضافي من منظومة الشركاء الداعمين.
- أكتينوبكتيريا: عزل وتوصيف أكتينوبكتيريا مقاومة للإجهاد المائي في التربة القاحلة (أميمة مرهان – المغرب).
- فارم تو 2أف أس (الوقود والأسمدة): الهضم اللاهوائي لتحويل مخلفات الحيوانات إلى طاقة حيوية وأسمدة (د. بدور الغامدي، م. وفاء الرشيد، د. عادل عبد النور – استدامة، المملكة العربية السعودية).
- ريد دوت: المكافحة الانتقائية القائمة على الحمض النووي الريبوزي لسوسة النخيل الحمراء (تيودورو غارسيا ميلان، فران روبسون، فيرونيكا جريكو – المملكة المتحدة).
مخرجات المشاورات الإقليمية ومستقبل المبادرة
شهدت الجلسة المغلقة لقاءً بين نخبة من أصحاب الاختصاص رفيعي المستوى لوضع أسس تعاون إقليمي حول الأولويات الاستراتيجية المشتركة، بهدف تطوير إطار عمل متكامل للزراعة المتجددة. هذا الإطار يهدف إلى تعزيز مكانة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا كمركز عالمي للابتكار ومحور للتميز في الزراعة في الأراضي الجافة وأنظمة الغذاء المقاومة لتغير المناخ. سيتم نشر الأفكار المستخلصة من هذه الجلسة في ورقة نتائج ورؤى قادمة، ستكون بمثابة خارطة طريق إقليمية للعمل الجماعي وتوجيه المرحلة التالية من مبادرة الزراعة المتجددة في المنطقة.
تأتي هذه القمة تتويجًا لمبادرة غومبوك المتنامية بسرعة في مجال الزراعة المتجددة بالمنطقة، والتي أُطلقت في ديسمبر 2023. وقد استقطبت المبادرة اهتمامًا كبيرًا من أكثر من 660 بحثًا مبتكرًا وحلولًا علمية من 80 مؤسسة بحثية و65 دولة، وعززت شبكة فعالة من الشركاء من مختلف القطاعات.
ختامًا، أكدت تاتيانا أنتونيلي أبيلا، المؤسسة والمديرة العامة لشركة غومبوك: “تشكل هذه القمة محطة مفصلية في مسيرتنا نحو تجديد النظم البيئية وتطوير الزراعة في المناطق الشحيحة بالمياه.” وشددت على أن المنطقة تمتلك إمكانات هائلة لتكون رائدة في تطبيق الحلول الزراعية المتجددة. وتؤكد غومبوك التزامها ببناء منظومة داعمة تربط العلم، الابتكار، السياسة، والتمويل، لتمهيد الطريق نحو تحول شامل في أنظمة الغذاء لمستقبل تجديدي للمنطقة