مكنون
بقلم/ مشاري محمد بن دليلة
كاتب في الشؤون الاجتماعية والثقافية
في ليلة شتائية بهيجة بمنطقة الرياض دعينا لحضور حفل تخريج حفظة كتاب الله الكريم برعاية أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر، ذلك الحفل الذي أذهلنا فيه ما رأينا من إنجازات واهتمام بتعليم القرآن الكريم، تلك الجمعية التي بلغ عمرها 60 سنة وقد خرجت الآلاف من حفظة كتاب الله الكريم، وقد سرنا ما رأينا من إطلاق تطبيقات قرآنية تسهم في تعليم كتاب الله على مستوى العالم، فالمملكة العربية السعودية هي قبلة المسلمين ومحط أنظارهم، استمتعنا بتلك الفقرات وتكريم الداعمين ومسيرة الخاتمين، ورأينا الإحصائيات من الحلقات القرآنية وأعداد الطلاب والمعلمين والمتطوعين، عندما نطالع تلك الجمعية ومدى أثرها على المجتمع نجدها نبراساً ومنارة طريقاً يهتدي به كل بيت، فأهل القرآن هم أهل الله وخاصته، فمن وفقه الله إلى تعليم كتاب الله فهو في الخيرية التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، بل وصل أثرهم إلى المساجين فالذين يحفظون كتاب الله يسقط عنهم جزء من المحكومية، إن القرآن هو حياة القلب والروح والجوارح، من استزاد في قراءته وتمعن في آياته انشرح صدره ويسر الله أمره ورزقه من حيث لايحتسب، فالقرآن أخذه بركة، إن المجتمعات التي تدارس القرآن وتسعى في تعليمه لأبنائها تجدها مجتمعات مستقرة والجرائم لديها قليلة والأخلاق القرآنية ظاهرة في أبنائها، بل وعندما يكبر متعلمو القرآن ويكتب الله لهم الذرية تجد الوالدين يعكسون ما تعلموه من كتاب الله على أبنائهم فتخرج لنا أجيال صالحة بإذن الله، إن القرآن منافعه عظيمة لا يمكن حصرها، ولكن حسبنا أن نذكر منها الشيء القليل، فالقرآن مقوم للسان العربي، فكلما قرأ العبد من كتاب الله كان لسانه صحيحاً ومخارج حروفه قد خرجت من مخرجها الصحيح، عندما تطالع كثيراً من المتميزين في مجتمعنا تجدهم أبناء وبنات القرآن ، فنسأل الله أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء وأن يجعلنا ممن يقرأ القرآن فيرقى، وأن يجعله شافعاً لنا يوم القيامة، أخيراً جزيل الشكر والامتنان لجمعية مكنون على تفانيهم في خدمة كتاب الله واستخدامهم الأمثل للتقنية والذكاء الاصطناعي، والشكر موصول لمجلس إدارتها والإدارة التنفيذية والمعلمين والمعلمات والمتطوعين الذين كان لهم عظيم الأثر.