مجمع إرادة بالرياض:الدعم الأسري والمجتمعي مهمان لعلاج المصابين باضطراب ما بعد الصدمة

ينشأ بعد الحوادث المرورية المؤلمة والحرائق..

نبض الحدث ـ متابعات

أوضح مجمع إرادة والصحة النفسية بالرياض عضو تجمع الرياض الصحي الثالث أن اضطراب ما بعد الصدمة يعد أحد اضطرابات القلق والذي ينشأ بعد التعرض لحدث صادم أو مخيف، وفيه تهديد للحياة، ويشعر المصابون به بمجموعة من الأعراض التي قد تستمر لفترة طويلة وتؤثر على جودة حياتهم، مع وجود عوامل عدة تلعب دوراً في الإصابة، مشيراً إلى أن هناك العديد من طرق العلاج التي تساعد المصاب بتجاوز هذا الاضطراب مع التشديد على أهمية الجهود الداعمة من الأسرة والمجتمع.
وذكرت الأخصائية النفسية الاكلينيكية بالمجمع تغريد بنت عبد الرحمن الغامدي أن هذا الاضطراب ينشأ عادةً نتيجة التعرض لموقف يتضمن تهديدًا لحياة الشخص أو أسرته أو مشاهدته أحداثًا مروعة قد تهدد حياته أو حياة الآخرين، مثل الحوادث المرورية المؤلمة أو الحرائق الشديدة والكوارث الطبيعية وما شابهها، ونوهت الغامدي أنه ليس بالضرورة أن كل من يتعرض لهذه الأحداث يُصاب باضطراب ما بعد الصدمة، إذ تلعب العوامل الوراثية، والدعم الاجتماعي، وطبيعة الحدث، وكيفية تعامل الشخص معه دورًا في احتمال الإصابة بالاضطراب.
وبينت الأخصائية النفسية تغريد الغامدي أن أعراض هذا الاضطراب تتمثل في إعادة تجربة الحدث وتكرار الذكريات المؤلمة بشكل مفاجئ، والمعاناة من الكوابيس المتعلقة بالحادث، والشعور كما لو كان الحدث يحدث من جديد، وتجنب التذكير بالحادث، وتجنب الأماكن والأشخاص والأنشطة التي تذكرهم بالحادث، ومحاولة تجنب الحديث عن الحدث نفسه أو التفكير فيه.
كما تتمثل هذه الأعراض في حدوث تغييرات في الاستجابة الانفعالية للمصاب والتي تكون على شكل شعور دائم بالتوتر أو الاستنفار، أو صعوبة في التركيز، أو ردود فعل مبالغ فيها عند التعرض لمواقف معينة، أو تغييرات سلبية في الأفكار والمشاعر مثل الشعور بالذنب، أو فقدان المتعة في الأنشطة التي كان يستمتع بها سابقًا، أو مشاعر الانفصال عن الآخرين أو انعدام الأمل.
وأشارت إلى أن علاج اضطراب ما بعد الصدمة يتضمن غالباً العلاج النفسي، أو العلاج الدوائي الذي يقره الطبيب، أو مزيجاً من الاثنين، مما قد يساعد في تقليل تأثيرها، ومن بين الأساليب المستخدمة في العلاج، أسلوب العلاج السلوكي المعرفي، والذي يهدف لتغيير الأفكار السلبية والمعتقدات المتعلقة بالحادث وتعلم المهارات للتعامل مع التوتر، وأسلوب العلاج بالتعرض ويهدف لمساعدة الشخص على مواجهة الذكريات المؤلمة بأمان، مشددة على أهمية الدعم والمساندة الاجتماعية والأسرية والتي تلعب دوراً كبيراً في تخفيف أعراض هذا الاضطراب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى