تقرير سنشري فاينانشال: الذهب يتربع على عرش الملاذات الآمنة وسط تجدد التوترات التجارية وتراجع النفط بفعل تخمة المعروض
فيجاي فاليشا، الرئيس التنفيذي للاستثمار في سنشري فاينانشال
الأسواق الأمريكية
شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية يوم الاثنين تعافياً سريعاً بعد الهبوط الحاد يوم الجمعة؛ إذ ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.20%، ومؤشر ناسداك 100 بنسبة 1.90% عند الإغلاق.
وفي جلسة آسيا يوم الثلاثاء، لوحظت عمليات جني أرباح محدودة في كلا المؤشرين، حيث تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.66%، ومؤشر ناسداك 100 بنسبة 0.85%.
جاء الزخم مدعوماً بتراجع حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إضافة إلى قوة أداء قطاع التكنولوجيا، خصوصاً بعد إعلان شركة أوبن أيه آي عن صفقة جديدة مع برودكوم لتصنيع شرائح ذكاء اصطناعي خاصة بها بقدرة معالجة تبلغ 10 غيغاواط، ما دفع سهم AVGO للارتفاع بنسبة تقارب 10% عند الإغلاق.
وامتدت الموجة الصاعدة إلى أسهم الشركات التقنية الكبرى، مما عزز المكاسب في أسواق الأسهم الأمريكية.
ويركّز المستثمرون اليوم على انطلاق موسم نتائج الأعمال الجديد، حيث ستعلن شركات كبرى مثل جي بي مورغان وجونسون آند جونسون وويلس فارغون وجولدمان ساكس ,وبلاك روك سيتي جروب عن نتائجها. كما تتجه الأنظار إلى خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، المقرر اليوم، وسط غياب البيانات الاقتصادية الرئيسية بسبب استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية.
من الناحية الفنية، ورغم أن ارتفاع الاثنين عوّض أكثر من نصف الخسائر المسجلة يوم الجمعة، فإن الأسعار ما زالت تتداول دون المتوسطين المتحركين لـ9 و21 يوماً على الرسم البياني اليومي، ما يشير إلى حذرٍ في الزخم الصعودي على المدى القصير.
وقد يشكّل المتوسط المتحرك لـ50 يوماً دعماً محتملاً عند مستوى 6,549 نقطة، يليه قاع يوم الجمعة عند 6,503 نقاط. أما المقاومة القريبة، فتقع حول 6,710 نقطة، وهي قمة 22 سبتمبر.
مؤشر الدولار الأمريكي
ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) بنسبة 0.40% يوم الاثنين، ويتداول حالياً بشكل مستقر عند 99.16، محافظاً على دعمه الرئيسي عند المتوسط المتحرك لـ9 أيام عند 98.65.
ويُعزى هذا الارتفاع الأخير إلى ضعف العملات العالمية أكثر من كونه نتيجة قوة محلية. فقد اعتمد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهجة أكثر مرونة بشأن الرسوم الجمركية على الصين، مع مؤشرات على تقدّم محتمل في المباحثات الثنائية تمهيداً للقاء مع نظيره الصيني في وقت لاحق من الشهر، مما ساهم في تهدئة معنويات السوق.
في المقابل، تعرض اليورو لضغوط بسبب الضبابية السياسية في فرنسا، إذ تشير أبحاث باركليز إلى أن اتساع الفارق بين عوائد السندات الفرنسية (OAT) والألمانية (Bund) بمقدار 10 إلى 15 نقطة أساس قد يضغط على زوج اليورو/الدولار بنسبة لا تتجاوز 0.8%. ورغم استمرار المخاطر مع استعداد الرئيس ماكرون للانتخابات التشريعية، إلا أن التأثير العام على العملة الموحدة يبقى محدوداً.
فنياً، تظهر المقاومة الفورية عند 99.56 (قمة الأسبوع الماضي)، تليها مقاومة أقوى عند 100.25 (قمة أسبوع 28 يوليو). أما الدعم الرئيسي فيقع عند 99.16، وبقاء المؤشر فوق هذا المستوى يعني استمرار الزخم الإيجابي. في المقابل، فإن كسر هذا الدعم قد يفتح المجال للهبوط نحو 98.10، وهو مستوى دعم أفقي محوري.
النفط الخام
تتعرض أسعار النفط الخام لضغوط جديدة خلال تعاملات اليوم، حيث يتداول خام غرب تكساس (WTI) بالقرب من 59.1 دولار للبرميل، وخام برنت عند 63.5 دولار، وسط تجدد التوترات التجارية الأمريكية–الصينية ومخاوف من تخمة في المعروض قبيل صدور تقرير وكالة الطاقة الدولية (IEA) الشهري.
ويستعد المتعاملون لنغمة تشاؤمية جديدة من الوكالة، التي حذّرت مراراً من احتمال تسجيل فائض قياسي في عام 2026، نتيجة استمرار ارتفاع الإنتاج من أوبك+ وخارجها، مقابل تباطؤ في نمو الطلب العالمي.
ومن المتوقع أن يعزز التقرير المخاوف من تأخر عملية إعادة توازن السوق حتى العام المقبل.
وعلى الرغم من تأكيد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن خطط لقاء الرئيسين ترامب وشي جين بينغ في كوريا الجنوبية لا تزال قائمة، فإن احتكاكات جديدة ظهرت بسبب الرسوم الصينية على السفن الأمريكية والقيود الأمريكية الأخيرة على الصادرات والتكنولوجيا، ما زاد من توتر الأسواق.
كما ساهم انحسار المخاطر الجيوسياسية مع انتهاء الصراع في غزة رسمياً في تراجع علاوة المخاطر النفطية، رغم استمرار القلق من خطط واشنطن لتزويد أوكرانيا بصواريخ “توماهوك”، وهو ما قد يزيد التوتر مع روسيا ويؤثر على تدفقات الطاقة الإقليمية.
فنياً، لا يزال خام غرب تكساس يتداول تحت ضغط، دون جميع المتوسطات المتحركة، مع مؤشر RSI يومي عند مستوى 38، ما يؤكد الزخم السلبي.
تقع المقاومة عند 60.26 و60.80، بينما يظهر الدعم عند 59.00 و58.50.
أما خام برنت، فيواجه مقاومة عند 64.1 (المتوسط المتحرك لـ9 أيام) ودعماً عند 62.3.
بوجه عام، تبقى الاتجاهات هبوطية بوضوح، في ظل وفرة الإمدادات وضعف الطلب.
الذهب
ارتفع الذهب بنسبة 0.08% خلال جلسة اليوم ليصل إلى 4,112 دولار للأونصة، بعد أن سجل قمة تاريخية جديدة عند 4,179 دولار في وقت سابق من اليوم، مع زيادة الطلب على الملاذات الآمنة بفعل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية.
أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إشعال فتيل الحرب التجارية الأسبوع الماضي بتهديده جولة جديدة من الرسوم الجمركية على السلع الصينية وفرض قيود تصدير إضافية. وردّت بكين بإعلان عقوبات على خمس شركات أمريكية مرتبطة بشركة “هانوا أوشن” الكورية الجنوبية، متهمةً إياها بدعم تحقيقات واشنطن بشأن قطاعي الشحن وبناء السفن الصينيين.
كما أثقل كاهل السوق استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية، والذي حذر وزير الخزانة سكوت بيسنت من أنه بدأ يؤثر على النشاط الاقتصادي.
ووفقاً لبيانات أداة مراقبة الفيدرالي CME FedWatch، قام المتداولون بتسعير احتمالية بنسبة 98.9% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر، و95.8% لاحقاً في ديسمبر.
فنياً، يُظهر اختراق الذهب القوي لمستوى المقاومة الأفقي بين 4,055 و4,060 دولار واستقراره فوق مستوى 4,100 دولار استمراراً واضحاً للهيكل الصعودي قصير المدى.
تقع المقاومة المباشرة عند القمة التاريخية البالغة 4,179 دولار، وتجاوزها قد يمهد لمزيد من الزخم الصعودي.
أما من الناحية السفلية، فمن المرجح أن يُنظر إلى أي تصحيح سعري على أنه فرصة للشراء، مع دعم قوي في نطاق 4,055–4,060 دولار.
وفي حال كسر هذا النطاق، قد يتجه السعر إلى منطقة 4,000–3,990 دولار، المحمية بخط اتجاه صاعد يمتد لعدة أسابيع.
لملف التقرير الكامل – رابط



