الأسواق العالمية تحت تأثير إغلاق الحكومة الأمريكية: ارتفاع الذهب، تراجع الدولار، واستقرار النفط وسط ضغوط المعروض

نبض الحدث ـ متابعات
فيجاي فاليشا – الرئيس التنفيذي للاستثمار في “سنشري فاينانشال”
الأسواق الأمريكية
أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 يوم الثلاثاء مرتفعاً بنسبة 0.41%، منهياً سبتمبر وربع السنة الثالث بمكاسب قوية بلغت 7.8%.
ومع ذلك، تراجعت العقود المستقبلية للأسهم يوم الأربعاء مع استيعاب الأسواق لانطلاق إغلاق الحكومة الأمريكية. فقد انخفضت العقود المستقبلية لمؤشري ستاندرد آند بورز 500 وناسداك 100 بنسبة 0.81% و0.97% على التوالي. وأغلقت الحكومة رسمياً عند الساعة 12:01 صباحاً بعد فشل جهود مجلس الشيوخ لتمرير مشروع تمويل مؤقت يوم الثلاثاء.
على عكس الإغلاقات السابقة التي تجاهلتها الأسواق غالباً، يحمل هذا الإغلاق مخاطر إضافية في ظل تباطؤ سوق العمل، ومخاطر التضخم، وارتفاع تقييمات الأسهم. وقد يؤدي إغلاق مطول إلى تأجيل صدور بيانات اقتصادية مهمة، بما في ذلك تقرير الوظائف غير الزراعية المقرر يوم الجمعة. ومع توقف غالبية عمليات وزارة العمل، قد يركز المستثمرون على بيانات التوظيف الخاصة لشركة ADP المقرر صدورها اليوم.
ورغم أن فقدان البيانات الرسمية عن الوظائف قد يعقد قرار الفدرالي لشهر أكتوبر، إلا أن التاريخ يشير إلى أن الإغلاقات غالباً ما تنتهي بسرعة مع تأثير محدود على الأسهم. تاريخياً، سجلت مؤشرات ستاندرد آند بورز 500 وميدكاب 400 وسمول كاب600 مكاسب بمتوسط أكثر من 3% خلال آخر خمس إغلاقات للحكومة.
وعلى صعيد الشركات، قفز سهم نايكي بأكثر من 4% في تعاملات ما بعد الإغلاق بعد تجاوز توقعات الأرباح والإيرادات للربع المالي الأول.
من الناحية الفنية، يتداول المؤشر فوق المتوسط المتحرك البسيط لـ 9 و21 يوماً. ويشير مؤشر القوة النسبية (RSI) على الرسم اليومي إلى مستوى 67، مما يعكس زخماً صعودياً قوياً مع ابتعاد المؤشر قليلاً عن مستويات قياسية جديدة. وعلى الرسم البياني لأربع ساعات، يوجد دعم فوري عند مستوى 6,641 دولاراً، وهو أدنى مستوى هذا الأسبوع. وإذا تم كسره، قد يختبر المؤشر المستوى النفسي عند 6,600 دولار. أما المقاومة فتوجد عند أعلى مستوى تاريخي عند 6,699 دولار، وأي اختراق لهذا المستوى قد يضيف مزيداً من الزخم الصعودي.
مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)
تراجع الدولار بنسبة 0.15% أمس و0.20% في جلسة صباح اليوم، بعد تجاوز الموعد النهائي لإغلاق الحكومة الأمريكية؛ في حين تعززت العملات الآمنة مثل الين واليورو والفرنك السويسري.
وتبقى الأسواق متوترة مع دخول الحكومة الأمريكية أول إغلاق لها منذ نحو سبع سنوات بعد فشل التمويل. تاريخياً، تؤدي الإغلاقات إلى إضعاف الدولار، مع تفوق اليورو والدولار الكندي وعملات الأسواق الناشئة غالباً. هذه المرة، يستفيد الين الياباني أيضاً من وضعه كملاذ آمن، بدعم من تقرير بنك اليابان الذي أظهر تحسناً في ثقة الأعمال. على الرغم من تحقيق مؤشر الدولار مكاسب ربع سنوية بنسبة 1.04% منذ يونيو، إلا أنه يبدو هشاً وسط تصاعد المخاطر. ويقتصر زخم التعافي بعد أسوأ نصف أول منذ 1973 بسبب توقعات تخفيف السياسة النقدية للفدرالي وعدم اليقين في سوق العمل، مع احتمالية تعطل صدور بيانات الوظائف المقبلة. ومع إغلاق مكتب إحصاءات العمل، قد يفقد المستثمرون وصانعو السياسات الوصول إلى إصدارات حاسمة مثل تقرير الوظائف غير الزراعية، مما يعقد تقييم الفدرالي للسياسة النقدية. ومع ذلك، قد يعتمد المسؤولون على مجموعات بيانات بديلة، ما يحافظ على الصورة ضبابية جزئياً. إذا انتهى الإغلاق قبل اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في 29 أكتوبر، قد يكون التأثير محدوداً، لكن عدم اليقين على المدى القريب من المرجح أن يثقل المعنويات ويعزز العملات الملاذية.
يتداول مؤشر الدولار عند مستوى 97.45، مسجلاً رابع جلسة متتالية من الهبوط. ويتلاشى الزخم مع مؤشر RSI دون 46، بينما تشير المحاولات المتكررة فوق المتوسط المتحرك لـ100 يوم إلى نفاد الزخم الصعودي. يقع الدعم الفوري عند 97.21، يليه المستوى النفسي عند 97، مع مقاومة قرب 97.75 (SMA 21)، تليها 97.85 (SMA 50). وقد يؤدي الكسر إلى تسريع الزخم الهبوطي.
يتداول زوج اليورو/الدولار فوق 1.177، بعد أن اخترق مؤخراً خط اتجاه هابط يربط قمم 16 و23 سبتمبر. وتقع المقاومة التالية عند 1.182 (أعلى مستوى الأسبوع الماضي)، تليها 1.188، بينما الدعم عند 1.174 (SMA 9) و1.168 (SMA 50). ويظهر مؤشر RSI مستوى صعودياً عند 54، ويتداول الزوج فوق جميع المتوسطات المتحركة الرئيسية.
النفط الخام
استقرت أسعار النفط بعد تراجع دام جلستين متتاليتين. فقد انخفض خام برنت نحو 5% خلال أول جلستين من الأسبوع، متداولاً قرب 66 دولاراً للبرميل، بينما اقترب خام غرب تكساس من 62 دولاراً. وأنهى النفط الشهر متراجعاً للشهر الثاني على التوالي في سبتمبر، ما رفع خسائره منذ بداية العام إلى نحو 11%.
ومن المتوقع أن يعطل إغلاق الحكومة الأمريكية تدفق البيانات، إلا أن توقعات المعروض الكبير ما زالت تضغط على أسواق النفط. ومن المقرر أن تجتمع أوبك+ في 5 أكتوبر لتحديد زيادة الإنتاج لشهر نوفمبر، والتي يُتوقع أن تكون أقل من أكتوبر. وتشير توقعات الوكالة الدولية للطاقة إلى أن الإنتاج العالمي من المتوقع أن يتجاوز الاستهلاك بمعدل 3.33 مليون برميل يومياً في 2026.
يتداول خام برنت مرتفعاً بنسبة 0.56% عند 66.48 دولاراً، مع دعم فوري عند 65.46 دولار والدعم التالي عند 64.30 دولار، في حين تقع المقاومة القوية عند 66.87 دولار، عند تقاطع المتوسطات المتحركة 9 و21 و50 على الرسم اليومي. أما خام غرب تكساس الوسيط، فيتداول مرتفعاً بنسبة 0.52% عند 62.78 دولار، مع دعم فوري عند 62 دولار والدعم التالي عند 61 دولار، ومقاومة عند 63.45 دولار.
الذهب
واصل الذهب الارتفاع يوم الثلاثاء، بعد جلسة متقلبة شهدت تذبذب الأسعار بأكثر من 75 دولاراً خلال اليوم. وتم تداول السعر قرب مستوى 3,858 دولار عند الإغلاق، مرتفعاً بنسبة 0.64%، مع زيادة طفيفة بنسبة 0.14% خلال الجلسة الآسيوية يوم الأربعاء.
ويستمر المعدن النفيس في التميز في ظل ضعف الدولار، الذي يتداول عند أدنى مستوى أسبوعي، مدفوعاً بأول إغلاق للحكومة الأمريكية منذ 2019، مع غياب وضوح حول مدة الإغلاق. وكان الإغلاق الأخير للحكومة الأمريكية خلال ولاية ترامب الأولى، واستمر 35 يوماً من أواخر 2018 حتى أوائل 2019، وهو الأطول في تاريخ الولايات المتحدة. ووفقاً لمكتب الميزانية بالكونغرس، تكبد الاقتصاد نحو 11 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي المفقود، وتأثرت حياة نحو 800,000 موظف اتحادي بسبب الإجازات والتأخير في الرواتب.
وقد أدى تصاعد عدم اليقين الاقتصادي إلى تسعير السوق لاحتمالية خفض الفائدة بنسبة 25 نقطة أساس في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفوحة لشهر أكتوبر، وفقاً لأداة مراقبة الفيدرالي CME FedWatch، وهو بيئة مناسبة للذهب. ومع استمرار الإغلاق، قد تتوقف الخدمات الحكومية الرئيسية، مما قد يؤخر صدور تقرير الوظائف المرتقب يوم الجمعة، ما يدفع المتعاملين إلى التركيز على بيانات التوظيف الخاصة لشركة ADP المقرر صدورها لاحقاً اليوم.
مع تحركات أمس، سجل الذهب مكاسب شهرية بلغت 11.92% لشهر سبتمبر، مسجلاً أقوى عائد شهري له منذ أكثر من عقد، ورفع مكاسبه منذ بداية العام إلى أكثر من 44.75%. ومن الناحية الفنية، شهدت الجلسة المتقلبة إعادة اختبار للأسعار لاختراق المستويات السابقة عند 3,791 دولار (من قمة 23 سبتمبر)، تلاها صعود حاد، وأغلقت الشمعة اليومية بذيل سفلي طويل، ما يشير إلى ضغط شراء عند مستوى الاختراق. وحقق الذهب مستوى قياسياً جديداً عند 3,875 دولار خلال جلسة اليوم، مع توقع استمرار القوة في حال تم اختراق هذا المستوى.