الذهب يواصل الارتفاع مدعوماً بالمخاطر الجيوسياسية وإغلاق الحكومة الأمريكية… فيما ضغوط المعروض تكبح أسعار النفط

نبض الحدث ـ متابعات
فيجاي فاليشا – الرئيس التنفيذي للاستثمار في “سنشري فاينانشال”
الذهب
واصل الذهب أداءه القوي يوم الاثنين، مرتفعاً بنسبة 1.97% عند الإغلاق. واستمرت المكاسب في الجلسة الآسيوية يوم الثلاثاء، حيث صعدت الأسعار بنسبة 0.98% لتسجل مستويات قياسية جديدة عند 3,871 دولار، مسجلةً بذلك رابع جلسة متتالية من الارتفاعات.
لا يزال المعدن النفيس مدعوماً بعوامل أساسية قوية، في ظل تصاعد مخاطر إغلاق الحكومة الأمريكية، الأمر الذي يعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن. فقد انتهى الاجتماع الطارئ الذي قاده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع كبار قادة الجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس دون التوصل إلى اتفاق بشأن الميزانية. وأكد نائب الرئيس جي دي فانس أن إغلاق الحكومة بات الآن أمراً حتمياً مع استمرار الجمود حول التمويل. وفي الوقت نفسه، أعلنت روسيا يوم الاثنين أن جيشها يدرس احتمال قيام الولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا بصواريخ كروز من طراز “توماهوك” لاستخدامها في ضربات محتملة داخل الأراضي الروسية، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد حاد، ويحافظ على ارتفاع التوترات الجيوسياسية، وبالتالي يدعم الطلب على الذهب.
وستتجه الأنظار إلى تصريحات أعضاء مجلس الاحتياطي الفدرالي، إلى جانب بيانات ثقة المستهلك وفرص العمل (JOLTS) المقرر صدورها اليوم، والتي قد تؤثر في تحركات الدولار الأمريكي، وبالتالي في أسعار الذهب.
من الناحية الفنية، أدى الصعود القوي بالأمس إلى تشكيل شمعة “ماروبوزو صاعدة” على الرسم البياني اليومي، ما يعكس زخماً صعودياً قوياً على المدى القصير. ومع تداول الأسعار قرب مستويات قياسية جديدة، تُظهر امتدادات فيبوناتشي مع مستويات متوسط المدى الحقيقي (ATR) اليومية وجود مقاومة قصيرة الأجل قرب نطاق 3,875 – 3,880 دولار. ومع ذلك، فإن مؤشر القوة النسبية (RSI) الذي يتداول في منطقة تشبع شرائي على الرسمين اليومي ولأربع ساعات يستدعي بعض الحذر. وفي حال حدوث تماسك أو تراجع طفيف، فقد يوفر مستوى 3,791 دولار (من قمة 23 سبتمبر) دعماً محتملاً.
النفط الخام
محاولة النفط الخام لتحقيق مكاسب إضافية في الجلسة السابقة باءت بالفشل وسط توقعات بفائض في المعروض واحتمال قرب انتهاء الحرب في غزة. ويتداول النفط في المنطقة السلبية للجلسة الثانية على التوالي، بعد تراجع خام برنت بنسبة 3.1% يوم الاثنين، وهو أكبر انخفاض يومي له منذ نحو شهرين.
من المقرر أن تعقد أوبك+ اجتماعها يوم الأحد 5 أكتوبر، حيث يُتوقع أن تصادق على زيادة أخرى في الإنتاج لشهر نوفمبر، وإن كانت أقل حجماً مقارنة بشهر أكتوبر. وعلى الرغم من تراجع الأسعار عن مستوياتها المرتفعة الأسبوع الماضي، إلا أن عقود النفط الآجلة تتجه لتسجيل خسائر شهرية محدودة نسبياً، نظراً لقدرة الأسواق على استيعاب المزيد من براميل أوبك حتى الآن. غير أن توقعات بوجود فائض قياسي في المعروض بين الربع الرابع من 2025 وعام 2026 تضغط على المعنويات.
وقد ارتفعت كميات النفط المنقولة بحراً، بما في ذلك المخزون العائم والناقلات التي تسلم الخام، بمقدار 170 مليون برميل مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ورغم أن احتياطيات الصين الاستراتيجية قد تمتص جزءاً من هذه الكميات الإضافية، إلا أن ضعف الطلب من شركات التكرير بسبب أعمال الصيانة وغياب حصص الاستيراد الجديدة الصادرة عن بكين قد يضعف الطلب.
انخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.08% إلى 63.14 دولار. وكانت الأسعار قد ارتفعت لاختبار المتوسط المتحرك البسيط لـ 200 يوم قرب 67 دولار، لكنها فشلت في اختراقه. ويتداول الخام حالياً قرب منطقة دعم حول 63 دولار ضمن قناة صاعدة. ويقف مؤشر القوة النسبية عند مستوى متوسط يبلغ 47.76، ما يشير إلى إمكانية مزيد من التراجع نحو مستوى 60 دولار.
أما خام برنت فانخفض بنسبة 0.03% إلى 66.79 دولار، مختبراً المتوسط المتحرك البسيط لـ 100 يوم عند مستوى 66.40 دولار، والذي يشكل دعماً، بينما تقع المقاومة القوية في نطاق 67.50 – 68.95 دولار.