تصاعد التوترات التجارية يضغط على الأسهم وتراجع المخزون الأمريكي يدعم أسعار النفط

نبض الحدث ـ أحمد بن عبدالقادر
قال فيجاي فاليتشا – الرئيس التنفيذي للاستثمار في “سنشري فاينانشال”
الأسواق الأمريكية
تراجعت الأسهم الأمريكية يوم الثلاثاء بفعل تجدد التوترات التجارية، وضعف البيانات الاقتصادية، ونتائج أرباح متفاوتة، مما أدى إلى تراجع شهية المخاطرة.
فقد انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.49%، بينما هبط ناسداك 100 بنسبة 0.73%، متأثرين ببيانات ضعيفة لقطاع الخدمات الأمريكي. إذ أظهر مؤشر ISM للخدمات استقراراً في يوليو دون نمو يُذكر، وسط تباطؤ في الطلب وتدهور في ظروف التوظيف، بينما قفزت تكاليف المدخلات بأسرع وتيرة منذ قرابة ثلاث سنوات.
من جانب آخر، تعمّقت المخاوف التجارية بعد أن هدد الرئيس ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 250% على واردات الأدوية، وألمح إلى فرض رسوم على أشباه الموصلات، في تصعيد جديد للتوترات التجارية مع الهند. كما سلطت بعض الشركات الضوء على تأثيرات الرسوم، حيث أشار كل من كاتربيلر وماريوت إلى تراجع في الطلب وضغوط على التكاليف.
أما في موسم الأرباح، فقد تراجعت أسهم AMD بأكثر من 6% بعد ساعات التداول، عقب تسجيل نتائج دون التوقعات بسبب قيود التصدير إلى الصين. في المقابل، تهاوت أسهم Snap بنحو 15% نتيجة إيرادات مخيبة، بينما قفزت أسهم Arista Networks بنسبة 13% بعد إعلان نتائج قوية.
يترقب المستثمرون الآن نتائج شركات كبرى مثل ديزني، أوبر، وماكدونالدز قبل افتتاح السوق، يليها إعلانات من Airbnb، DoorDash، وLyft بعد الإغلاق.
من الناحية الفنية، واجه المؤشر مقاومة من خط الاتجاه طويل الأجل بعد محاولات لتعزيز المكاسب الأخيرة، ويتداول حالياً دون المتوسط المتحرك لـ9 أيام عند مستوى 6,342. مؤشر القوة النسبية (RSI) في المنطقة المحايدة قرب 54، ما يشير إلى ضعف الزخم دون إشارات على التشبع البيعي. الدعم الفوري عند 6,270، بينما يحتاج المؤشر لاختراق مستوى 6,330 لاستعادة الزخم الصعودي.
الذهب
واصلت أسعار الذهب صعودها للجلسة الرابعة على التوالي يوم الثلاثاء، وأغلقت بارتفاع طفيف قرب مستوى 3,380 دولار، بزيادة نسبتها 0.22%. وشهدت جلسة آسيا صباح الأربعاء تحركات جانبية طفيفة، مع تراجع بنسبة 0.08%.
من منظور فني، أظهر الذهب صلابة عند مستوى الدعم الأفقي 3,365 دولار، حيث شكل شمعة Dragonfly Doji على الرسم البياني لأربع ساعات، مغلقاً أعلى هذا المستوى الحيوي، في إشارة إلى ضغوط شراء قوية. ويبدو أن السعر يعيد اختبار هذا المستوى بعد اختراقه في 4 أغسطس، ما يعزز السيناريو الصعودي.
كذلك، أظهر الرسم البياني لساعة واحدة تقاطعاً صعودياً بين المتوسطين المتحركين لـ100 و200 فترة، ما يدل على هيكل سوق إيجابي على المدى القصير. وإذا تم اختراق القمة الأخيرة عند 3,390 دولار بشكل حاسم، فقد نشهد اختباراً للمستوى النفسي 3,400 دولار. وعلى الجانب الهبوطي، لا يزال الدعم مستقراً عند 3,365 دولار، يليه دعم من المتوسطين 50 و21 يوماً قرب 3,348 دولار.
على صعيد البيانات الاقتصادية، أظهر مؤشر ISM لمديري المشتريات غير الصناعيين تراجعاً إلى 50.1 مقابل التوقعات البالغة 51.5، ما أثار المخاوف بشأن تباطؤ قطاع الخدمات الأمريكي. كذلك، انخفض مؤشر التوظيف ضمن نفس المؤشر إلى 46.4 من 47.2 في الشهر السابق، ما يعزز القلق بشأن سوق العمل، لا سيما بعد بيانات الوظائف غير الزراعية المخيبة الأسبوع الماضي.
هذه المعطيات الاقتصادية تدعم التوقعات المتزايدة باتجاه السياسة النقدية نحو التيسير، مما يعزز جاذبية الذهب كمعدن لا يدر عائداً، خاصة في ظل تراجع عوائد السندات قصيرة الأجل.
النفط الخام
ارتفع خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بنسبة 1.03% ليصل إلى 66.44 دولار للبرميل.
من المنظور الأساسي، جاء هذا الصعود بعد أن أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي (API) انخفاضاً حاداً في مخزونات النفط الخام الأمريكية خلال الأسبوع الماضي. إذ فاقت التوقعات التي أشارت إلى تراجع بنحو 1.8 مليون برميل، حيث بلغت الانخفاضات الفعلية 4.2 مليون برميل، مقارنة بزيادة قدرها 1.539 مليون برميل في الأسبوع السابق، مما يدل على تحسن في الطلب ويعزز الأسعار.
في الجانب الفني، وجد السعر دعماً عند 65.8 دولار، ويقع نطاق الدعم الرئيسي بين 64.8 – 65.8 دولار، ويُعد كسره إشارة سلبية. على الجانب الآخر، تظهر مقاومة فورية عند 66.9 دولار، تليها مقاومة إضافية عند 68.4 دولار.
مؤشر الدولار الأمريكي:
تمسك مؤشر الدولار الأمريكي بمكاسبه بدعم من البيانات الاقتصادية القوية وتطورات سوق الخزانة. فقد تقلص العجز التجاري الأمريكي في يونيو إلى 60.2 مليار دولار، من 71.7 ملياراً في مايو، مما يشير إلى اعتماد أقل على الواردات وقوة في الصادرات الأمريكية، وهو ما ينعكس إيجاباً على الناتج المحلي الإجمالي ويعزز ثقة المستثمرين.
كما أظهر مزاد السندات لأجل 3 سنوات يوم أمس، والبالغ قيمته 58 مليار دولار، عائداً أعلى قليلاً من المتوقع عند 3.669% مقارنة بـ 3.662% قبل المزاد، ما يشير إلى حذر نسبي لدى المستثمرين وحاجتهم إلى تعويض أعلى. تتجه الأنظار الآن إلى مزاد السندات لأجل 10 سنوات اليوم، والذي قد يكون له تأثير كبير على عوائد السندات وعلى الدولار.
من الناحية الفنية، يتداول المؤشر عند 98.74 بعد إعادة اختبار ناجحة لمنطقة الاختراق عند 98.60، والتي تحولت من مقاومة قوية إلى دعم حالي. الثبات فوق هذا المستوى يعزز البنية الصعودية العامة للمؤشر. تظهر مقاومة فنية في النطاق 99.20–99.30، وهو ما يتماشى مع القمة الأخيرة في أوائل أغسطس. اختراق هذا النطاق بشكل حاسم قد يمهد الطريق للصعود نحو العلامة النفسية 100.00، محافظاً على التوجه الصاعد للمؤشر.