فريق سعودي يشغل برامج “النمذجة والمحاكاة” لحماية استباقية للبيئة

فريق سعودي يعمل على تشغيل تقنية معقدة تعرف بالنمذجة العددية والمحاكاة، التي تُستخدم للتنبؤ بحركة بقع الزيت والمواد الضارة التي تهدد البيئة البحرية والتخطيط المسبق لمواجهتها.
يقود هذا الفريق وجدان الأحمدي أخصائية نظم تطبيقات بالإدارة التنفيذية للطوارئ البيئية بالمركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي.
يبرز دور وجدان وفريقها الشاب أثناء تنفيذ تمارين الخطة الوطنية لمكافحة الانسكابات الزيتية والمواد الضارة، التي تشارك فيها سنوياً أكثر من خمسين جهة حكومية وخاصة، حيث تعمل وجدان على تحديد أماكن بقع التلوث ووضع مدخلات فنية كثيرة يمكن من خلالها أن ترسم صورة واضحة لمسار هذه البقعة وأين ستستقر، وتنقل هذه المعلومات الحيوية لغرفة العمليات التي تقود عملية المكافحة الافتراضية.
وتتجلى أهمية بيانات النمذجة والمحاكاة على معرفة حركة التيارات البحرية واتجاه الرياح، وتبرز مهارات الشباب والشبات السعوديين في تقديم تقارير يتم تحديثها أربع مرات يومياً لضمان الدقة والمواءمة مع كل تغير ترصده منظومة المحاكاة التقنية.
وبعد ثلاثة أعوام من انطلاق تمارين “استجابة” تثبت وجدان في النسخة 17 أن عملية المحاكاة وتطوير تقارير النمذجة العددية يمكن من خلالها قياس كفاءة الأداء من خلال مؤشر تقني يلزم الفريق بإعداد التقرير وتحليله خلال مدة لا تتجاوز 20 دقيقة من لحظة التحديث، ما يسهم في دعم متخذي القرار بالمعلومة في وقتها المناسب؛ في واحد من أهم أدوار الرقابة على الالتزام البيئي.
وأشارت وجدان، إلى أن الفريق المشغّل للنمذجة العددية والمحاكاة يعمل على مدار 24 ساعة في استقبال البلاغات البيئية وتحليل البيانات وتغذيتها بشكل لحظي داخل النظام.
مضيفة، حرص فريق العمل أن تكون مخرجات النمذجة جاهزة بشكل مستمر لدعم فرق التخطيط في تحديد الوقت المتوقع لوصول البقعة الزيتية والمسافة التي تفصلها عن الشواطئ والمنشآت الحيوية الحساسة.
وفيما يخص النماذج والتقارير، بينت وجدان أن التقارير تعتمد على بيانات آنية للبقعة الزيتية واتجاهها، تشمل التيارات البحرية، والرياح، ودرجات الحرارة، إلى جانب احتساب نسب التبخر والتحلل، مما يوفّر تقديراً دقيقاً للمسار المتوقع لبقعة الزيت والكميات التي قد تصل إلى الشاطئ، وهو ما يُعدّ عنصرًا حاسمًا في توجيه فرق الاستجابة على الأرض نحو حماية المواقع الحيوية.
وبينت، أن النماذج هذه يتم استخدامها في ثلاثة سياقات رئيسية: الحوادث الواقعية أثناء وقوعها، والافتراضات الخاصة بالتمارين، ودراسات تقييم المخاطر البيئية للمناطق الحساسة.